كان يوماً أسوداً، جارحاً، جرحه ما زال يدمي في قلوب جيلنا وأجيال من بعدنا. في ذاك اليوم الخامس من حزيران/يونيو 1967، كان يوم امتحانات الشهادة الثانوية، وجميع الطلاب منكبّون على أوراق الامتحانات عندما سمعوا، ككل الدمشقيين، أصوات طائرات تخترق حاجز الصوت وتدوي في الآذان بانفجارات. عندما نظرنا من النوافذ كانت طائرات الميراج الإسرائيلية تعربد في سماء دمشق. كانت الصدمة كبيرة، وكبيرة جداً. كيف لطائرات العدو أن تصل إلى دمشق؟ أين الدفاعات الجوية؟ أين المقاتلات السورية؟ ماذا يحصل؟ كانت المفاجأة الأكبر أن وزير الدفاع حينها حافظ الأسد، وعبر أثير إذاعة دمشق، يعطي أوامره بالبلاغ رقم (66) بانسحاب الجيش السوري من جبهة الجولان بذريعة أن جيش العدو دخل مدينة القنيطرة. كانت الصدمة أكبر بكثير للضباط المتواجدين على الخطوط الأولى في الجبهة وفي القنيطرة، الذين لم يروا جندياً واحداً من العدو دخل القنيطرة. فلماذا هذا الأمر من وزير دفاع يُفترض منه أن يرفع معنويات جيشه لمواجهة العدو بدلًا من أمره بالانسحاب؟ هناك من تمرّد

اشترك بالنشرة الاخبارية

Subscription Form
Scroll to Top