أجرى وزير الخارجية والمغتربين السوري “أسعد حسن الشيباني”، مباحثات رسمية مع نظيره الروسي “سيرغي لافروف” في موسكو، في أول زيارة رسمية له، حيث ناقش الطرفان العلاقات الثنائية والتحديات التي تواجه سوريا، وأعرب لافروف عن تطلعه لحضور الرئيس السوري القمة الروسية العربية المقبلة في أكتوبر.
سبل تعزيز التعاون المشترك
في أول زيارة رسمية له إلى موسكو، التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري “أسعد حسن الشيباني” نظيره الروسي سيرغي لافروف في قصر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية، حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك.
لافروف أعرب في مستهل اللقاء عن تمنياته بتجاوز الشعب السوري للتحديات الراهنة، معبّراً عن أمله في عودة الاستقرار إلى سوريا، كما كشف عن تطلع بلاده لحضور الرئيس السوري أحمد الشرع القمة الروسية العربية المزمع عقدها في أكتوبر المقبل بروسيا.
من جهته، أكد الوزير الشيباني أن الحكومة السورية عملت منذ 8 ديسمبر على ملء الفراغ السياسي، ونجحت في الحفاظ على مؤسسات الدولة، مشدداً على استمرار الجهود للمّ شمل السوريين في الداخل والخارج، ومؤكداً رغبة سوريا بإقامة علاقات متينة وصحيحة مع روسيا تقوم على التعاون والاحترام المتبادل.
دور روسي طويل في دعم النظام البائد
تأتي هذه الزيارة في ظل تاريخ طويل من الدعم الروسي للنظام السابق، حيث لعبت موسكو دوراً محورياً في الحفاظ على بقاء الرئيس الفارّ بشار الأسد في السلطة، عبر تدخل عسكري مباشر منذ عام 2015 ودعم سياسي متواصل في المحافل الدولية، أبرزها استخدام الفيتو في مجلس الأمن لإحباط قرارات تدين النظام أو تطالب برحيله. هذا الدعم كان عاملاً حاسماً في إطالة عمر النظام خلال سنوات الحرب.
هل تعني عودة العلاقات فتح ملف الأسد؟
تداولت تقارير إعلامية خلال الأشهر الماضية أن الرئيس السوري الجديد “أحمد الشرع” كان قد طالب بتسليم بشار الأسد للسلطات السورية ليحاكم كمجرم حرب ومرتكب انتهاكات جسيمة بحق الشعب السوري. إلا أن هذه الدعوات قوبلت برفض روسي واضح، حيث تتمسك موسكو بحماية الأسد ضمن “اتفاقيات اللجوء الإنسانية”. وفي ضوء عودة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وموسكو، يُطرح تساؤل ملحّ حول ما إذا كانت هذه الديناميكية الجديدة ستفتح الباب أمام مراجعة الموقف الروسي من الأسد، أو على الأقل إعادة النظر في ملفات العدالة الانتقالية.
- مها محي الدين
