أعلنت السلطات السورية الجديدة، عن منح ترخيص رسمي لأول منظمة تُعنى بحماية التراث اليهودي في البلاد، في خطوة وصفتها الحكومة بأنها “رسالة قوية” على تبنيها نهجاً يقوم على المساواة بين جميع المواطنين بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية، هند قبوات، إن ترخيص “منظمة التراث السوري اليهودي” يعكس توجّه الدولة الجديدة نحو حماية التنوع الديني، مؤكدة: “نحن لا نميّز بين دين وآخر… سوريا تساعد جميع السوريين من كل الطوائف في بناء دولتنا الجديدة.”
وتعدّ المنظمة، التي أسسها عدد من أبناء الطائفة اليهودية السورية في الخارج، الأولى من نوعها التي تحصل على موافقة رسمية منذ أكثر من نصف قرن. وأوضح هنري حمرا، أحد مؤسسي المنظمة ونجل يوسف حمرا، آخر حاخام غادر سوريا، أن هدفها الأساسي يتمثل في إحصاء الممتلكات اليهودية التي صودرت خلال عهد النظام البائد، والعمل على إعادة الحقوق إلى أصحابها.
وأضاف حمرا، المقيم في الولايات المتحدة، أن المنظمة ستعمل أيضاً على حماية المقدسات اليهودية وترميمها وفتحها أمام الزائرين من أبناء الطائفة حول العالم. وكان حمرا قد شارك مطلع العام الجاري في أول زيارة يقوم بها وفد يهودي سوري إلى دمشق منذ أكثر من ثلاثة عقود، تبعها وصول عدة وفود أخرى، في مؤشر على مساعٍ لإحياء الروابط بين اليهود السوريين وبلدهم الأم.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ، معاذ مصطفى، الذي رافق أحد الوفود، إن فريق العمل تمكن حتى الآن من إحصاء عشرات المنازل التي تعود ملكيتها ليهود سوريين وصودرت خلال العقود الماضية.
ويعود وجود اليهود في سوريا إلى ما قبل الميلاد، وشكلوا جزءاً أصيلاً من النسيج الاجتماعي لمدن مثل دمشق وحلب والقامشلي. ورغم سماح نظام حافظ الأسد لهم بممارسة شعائرهم الدينية، فإن القيود على حركتهم ومنعهم من السفر حتى عام 1992 أدت إلى هجرة واسعة، ليتراجع عددهم من نحو خمسة آلاف يهودي إلى مجرد أربعة أفراد بعد سقوط النظام السابق، وفق تقرير لـ”العدالة لليهود في الدول العربية”.
و أثّر الصراع العربي الإسرائيلي—لا سيما حرب 1967—بشكل كبير على أوضاع الطائفة، ودفع كثيرين منهم إلى الهجرة نحو الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، فيما حافظ من بقي منهم على علاقات اجتماعية وثيقة مع محيطهم رغم الظروف السياسية المعقدة.
- بثينة الخليل






