وزير الخارجية أسعد الشيباني في كلمة الافتتاح باحتفالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان – دمشق، 10 كانون الأول 2025

انطلقت في قصر المؤتمرات بدمشق، اليوم الأربعاء 10 كانون الاول 2025، فعاليات اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في احتفالية تُقام للمرة الأولى في سوريا، بالتعاون بين وزارة الخارجية والمغتربين ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، وبمشاركة مسؤولين حكوميين ووفود من الأمم المتحدة ودول أوروبية، إلى جانب منظمات المجتمع المحلي وهيئات وطنية مستقلة.

وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني في كلمة الافتتاح إن سوريا “تعيش مناسبتين عزيزتين، هما عيد تحرير سوريا واليوم العالمي لحقوق الإنسان”، مضيفاً: “نعلن اليوم عودة الروح إلى قلب الشرق بعودة سوريا دولةً تحترم وتعلي من كرامة الإنسان”.

وأوضح الشيباني أن هذا اليوم كان في السابق “منصة سنوية لإدانة جرائم النظام البائد وانتهاكاته لحقوق الإنسان”، لكنه بات اليوم، “مكاناً لحفظ حقوق الإنسان وكرامته”.

وتأتي هذه الفعالية بالتزامن مع تقرير أصدرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” أمس، بمناسبة مرور عام على سقوط النظام السابق، أكدت فيه أن الحكومة السورية اتخذت خطوات وُصفت بالإيجابية في مجالات العدالة والشفافية والحقوق، مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة توفير دعم دولي لمعالجة المخاوف العالقة.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة أبدت انفتاحاً أكبر على التعامل مع المنظمات الإنسانية الدولية والمستقلة، وسمحت للمجتمع المدني بالعمل بهامش أوسع من الاستقلالية، كما نوّه بالخطوات المتخذة في إطار العدالة الانتقالية، وأبرزها إنشاء “الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية”.

من جهتها، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن سوريا تستعد للمرة الأولى في تاريخها لإحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في حدثٍ وصفته بأنه “يمثل فصلاً جديداً” في علاقة المنظمة مع السلطات السورية، وخطوة رمزية تعكس مناخاً أكثر انفتاحاً منذ سقوط نظام الأسد قبل عام.

وأوضح رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية، محمد النصور، أن الوضع في سوريا “يشهد تحسّناً ملموساً”، مضيفاً: “في كل مرة نزور دمشق، نرى التغيير”، وأكد أن المفوضية، التي مُنعت لسنوات طويلة من العمل داخل سوريا، بات لديها اليوم فريق دائم مقيم في دمشق بعد فترة طويلة من المتابعة من خارج البلاد، واصفاً ذلك بأنه “تحوّل جوهري” في طبيعة التعاون.

وكان ملف حقوق الإنسان أحد أكثر الملفات حساسية وتعقيداً في العلاقات السورية الدولية، إذ أدانت تقارير أممية ودولية متكررة على مدى سنوات ممارسات نظام الأسد، من اعتقال تعسفي وتعذيب ممنهج وحالات اختفاء قسري في السجون والمعتقلات، قبل أن تشهد البلاد تحوّلاً سياسياً أتاح بدء صفحة جديدة في مقاربة هذا الملف.

  • فريق التحرير

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top