وزير الخارجية التركي هاكان فيدان

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن المباحثات التي أجرتها أنقرة مع الإدارة الأميركية في الأشهر الأخيرة ركزت على دفع خطة دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في القوات الحكومية السورية، والعمل على إنهاء ما وصفه بـ”التهديد الإسرائيلي” للأراضي السورية.

وأوضح فيدان، في مقابلة متلفزة بثتها قناة A Haber مساء السبت، أن هذه الملفات كانت محور نقاشاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائهما في أيلول الماضي، ومع عدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال وزير الخارجية التركي إن ملف دمج “قسد” في مؤسسات الدولة السورية “يمثل أولوية في التفاهمات مع واشنطن”، مضيفاً أن “المحادثات بين دمشق وقسد توقفت لفترة بسبب تدخلات إسرائيل في الجنوب وتطورات إقليمية أخرى”، لكنه شدد على ضرورة إعادة تحريك هذه المساعي.

وأشار فيدان إلى أن أنقرة وواشنطن تبحثان “آليات لضمان ألا تكون إسرائيل تهديداً لسوريا، وألا تشكّل سوريا تهديداً لإسرائيل”، لافتاً إلى أن أجزاءً من الأراضي السورية “لا تزال تحت الاحتلال ويجب إنهاء ذلك دون الإضرار بوحدة سوريا”. وأكد أن الضغط الأميركي على إسرائيل “جزء أساسي من هذا المسار”.

وأضاف الوزير التركي أن أنقرة تتوقع تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات بين دمشق و”قسد”، مضيفاً: “هناك نقاشات قائمة مع الأميركيين، ولدينا نحن أيضاً قنوات تواصل، ونعمل على توجيه هذه المسارات نحو نتيجة واضحة”.

وشدد فيدان على أن تركيا تعمل لدعم الاستقرار في سوريا وتأمين عودة اللاجئين وترسيخ “الشرعية الدولية للإدارة السورية الجديدة”، مؤكداً أن أنقرة “تضع مصالح سوريا ووحدة أراضيها ورفاه شعبها في المقدمة”، مع السعي للتنسيق مع دول المنطقة في جميع الملفات.

ولفت الوزير التركي إلى أن سوريا تواجه “جملة واسعة من التحديات” تتطلب جهداً إقليمياً ودولياً، مشيراً إلى أن “توافق الفاعلين الأساسيين” شرط مهم لنجاح أي مقاربة سياسية.

كما اتهم فيدان إسرائيل بالقيام بـ”استفزازات في جنوبي سوريا، خاصة تجاه الدروز”، معتبراً أن المنطقة تشهد محاولات لتأجيج التوتر يمكن أن تنعكس سلباً على “قسد” أو على مناطق أخرى، بينها المناطق ذات الغالبية العلوية.

وختم بالتحذير من أي محاولات لاستغلال حساسية المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا، مؤكداً أن تركيا تتابع التطورات “بدقة” لمنع نشوء مخاطر داخلية أو تدخلات خارجية من شأنها تأجيج الفوضى.

  • محمد جابر

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top