قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت اليوم توغلاتها اليومية داخل مناطق متاخمة لخط التماس في محافظة القنيطرة، بما يرفع من منسوب التوتر على جانبي الحدود ويهدد الاستقرار الأمني والاجتماعي في القرى والبلدات الحدودية.
أفادت المصادر بأن دورية مكوّنة من خمس سيارات دفع رباعي محملة بالجنود بينها أربع سيارات همر عسكري توغلت في مناطق عدة شملت: صيدا الحانوت، الرزانية، وصولاً إلى تل كودنا، وسلكت الدوريات طريق الرفيد والعشة قادمة من قاعدة تل الجلع المحتل، وتوقفت دورية في حي الرفيد الجنوبي.
كما لوحظ استمرار تواجد للطيران المسير (الدرون) في سماء المحافظة خلال ساعات متقطعة من اليوم، ما عزز حالة الخشية لدى السكان المحليين.
يوم أمس قصفت قوات الاحتلال المتمركزة في ثكنة الجزيرة أطراف بلدة كويا في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وأطلقت قذائف من قاعدة “تل أحمر غربي” قرب كودنة في إطار مناورات داخل الجولان المحتل، استُقدمت آليات هندسية إلى نقطة “الحميدية” كما قامت قوات الاحتلال بأعمال التجريف في أحراش جباثا الخشب شمال المحافظة.
ووثّقت معرفات غير رسمية تابعة للاحتلال مقاطع فيديو تُظهر جنوداً إسرائيليين يتجولون في المنطقة، وتظهر لقطات اقتراب جنود من أطفال سوريين ما يُعتبر “سابقة خطيرة” تُثير مخاوف من تطبيع التواجد وتأثيره النفسي والاجتماعي على السكان الحدوديين.
هذه التجاوزات اليومية لم تعد تحركات عسكرية عابرة، التجريف وإدخال المعدات يغيّر المشهد الجغرافي ويهيئ لأغراض لوجستية مستقبلية، والتقرب المتكرر من المدنيين يترك آثاراً نفسية ويزيد من تقبّل التواجد الأجنبي لدى بعض السكان تحت ضغط الواقع الميداني.
وتحدث سكان محليون قائِلِين: “أين الدولة؟ لماذا هذا الصمت والتوضيحات غير المبررة التي لا تطمئننا؟” هذا السؤال يتكرر في في أوساط ” القرى الأمامية”، ويعكس إحساساً متزايداً بغياب حماية فعّالة وبتراجع الدور الرسمي في الردع والتوضيح.
التوغل شبه اليومي والعمليات الميدانية والأنشطة الهندسية التي تقوم بها قوات الاحتلال في القنيطرة تشكل تهديداً متعدد الجوانب للأمن والاستقرار المحلي، تشكل نمطاً يستدعي استجابة عاجلة وحاسمة من السلطات المعنية لوقف تآكل الحاجز النفسي لدى السكان ودرء انجراف المنطقة نحو واقع جديد يصعب عكسه لاحقاً، التردد في اتخاذ خطوات واقعية وحاسمة سيبقي المنطقة عرضة لمخاطر أكبر، وعلى الجهات الرسمية التحرك الآن قبل فوات الأوان.
- محمد قنو






