تعيش محافظة السويداء حالة من التوتر الأمني والسياسي المستمر، وسط تصاعد المظاهرات والأنشطة العسكرية المنظمة التي يقودها حكمت الهجري واتباعه، مطالبين بـ الاستقلال وتقرير المصير ورافعين أعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي.
تجدد مظاهرات أنصار الهجري وسط المدينة
شهدت ساحة السير اليوم خروج أنصار حكمت الهحري، الذين رفعوا شعارات تطالب بالانفصال عن سوريا ورفض خارطة الطريق السورية – الأمريكية – الأردنية.
كما رفع المتظاهرون صور موفق طريف شيخ الموحدين الدروز في إسرائيل، إلى جانب صور المبعوث الأمريكي توماس باراك مع وضع علامة “X”، في رسالة احتجاج على الجهود الأمريكية والأردنية لتطبيق خارطة الطريق.
ووجّه المشاركون انتقادات حادة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، متهمين إياها بالمشاركة في حصار السويداء المزعوم.
وأشار مراقبون إلى أن يوم السبت شهد خروج مظاهرات متكررة لأنصار الهجري، وهو اليوم الذي يعتبر مقدساً في الديانة اليهودية في إسرائيل، ما يثير علامات استفهام حول توقيت وتنسيق هذه التحركات.
خلفية الاحتجاجات المستمرة
المظاهرات في السويداء لم تتوقف منذ تموز 2025 وشهدت:
. رفع شعارات مؤيدة للانفصال ورفض أي ترتيبات حكومية.
. رفع أعلام إسرائيل وصور شخصيات مرتبطة بها.
. تنظيم الاحتجاجات وفق أيام محددة تحمل رمزية دينية وسياسية، ما يعكس البعد الاستراتيجي للتحركات.
ويلاحظ المراقبون أن هذه الاحتجاجات تمثل استراتيجية طويلة الأمد لتأكيد رفض أي حل وسطي أو مصالحة مع السلطة السورية.
مطالب الانفصال المستمرة
يؤكد الهجري واتباعه أن الحق في تقرير المصير والاستقلال الكامل للمحافظة هو المطلب الرئيسي، وأن أي حلول حكومية أو ترتيبات دولية، مثل خارطة الطريق الثلاثية، لن تلبي مطالب السويداء حسب وجهة نظرهم.
تأتي هذه المطالب ضمن نهج سياسي طويل المدى يهدف إلى فرض نفوذ محلي متنامٍ على أرض المحافظة، في ظل فشل أي محاولات للحوار أو المصالحة.
الحرس الوطني: فصيل مسلح تحت قيادة الهجري
قام الهجري بتأسيس فصيل مسلح باسم “الحرس الوطني” بقيادة ابنه سلمان الهجري، وهو فصيل متنوع ويضم:
. ضباط نظام الأسد وفلوله ممن فقدوا مواقعهم بعد سقوط النظام السابق.
. مهربي المخدرات وقوات الزوبعة، المعروفين بأنشطتهم المسلحة والتهريبية.
. فصائل وأسماء كانت تعمل تحت كنف حزب الله اللبناني.
ويشير مراقبون إلى أن تشكيل هذا الفصيل يمثل تصعيداً خطيراً في المحافظة، ويعد أداة ضغط استراتيجية للهجري واتباعه لمواجهة أي محاولات حكومية لإعادة السيطرة على المنطقة، مع الحفاظ على النفوذ السياسي والعسكري المحلي.
السويداء بين السلطة والانفصال
تشير هذه المعطيات إلى أن السويداء أصبحت بؤرة صراع مركب، يجمع بين الأبعاد السياسية، الأمنية، والمجتمعية، مع خطر تصعيد محتمل إذا لم يتم احتواء التوترات.
يهدف الهجري واتباعه إلى ترسيخ نفوذ طويل الأمد في السويداء عبر مزيج من النشاط المدني والسياسي والأنشطة العسكرية المنظمة، ما يعكس تصعيداً استراتيجياً يضع الحكومة السورية أمام اختبار صعب بين:
. فرض الاستقرار والحفاظ على سيادتها.
. التعامل مع مطالب انفصالية متنامية مدعومة جزئياً من الخارج.
في الختام ومع استمرار المظاهرات وتجهيز فصيل الحرس الوطني، تبدو محافظة السويداء على مفترق طرق حقيقي بين الاستقرار والانفصال.
يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح الحكومة السورية في فرض سلطة الدولة واستعادة الاستقرار، أم أن السويداء ستتحول إلى منطقة نفوذ ذاتية القيادة بفعل التحركات السياسية والعسكرية المحلية والدعم الخارجي الرمزي؟
التطورات الأخيرة تؤكد أن أي حل للأزمة في السويداء لن يكون محلياً فقط، بل مرتبط بالتحركات الإقليمية والدولية، ما يجعل المحافظة نقطة ضغط استراتيجية على الصعيد السوري والإقليمي.
- فريق التحرير






