الطبيب المنشق ابراهيم المحمد

انتقل إلى رحمة الله تعالى العميد الدكتور “إبراهيم المحمد”، المعروف بـ”أبو معاذ”، ابن الجولان وأحد أبرز جراحي الأوعية في سورية، عن عمر حافل بالعطاء الطبي والوطني.

الفقيد انشق عن النظام منذ بدايات الثورة السورية برتبة عميد، لينضم إلى صفوفها ويعمل في المشافي الميدانية بدرعا والقنيطرة، حيث قدّم خدماته الطبية في ظروف شديدة الصعوبة، وتمكن من إنقاذ مئات الجرحى رغم تعرض تلك المشافي للقصف المتكرر، الذي أودى بحياة عدد من زملائه. وكان من أبرز الأطباء الذين لجأ إليهم الأهالي والمقاتلون في مشفى تل شهاب، حيث عُرف بتفانيه في إنعاش وإنقاذ المصابين ساعات طويلة دون كلل أو ملل.

العميد “المحمد”، ترك بصمات واضحة كضابط منشق جمع بين خبرته الطبية وشجاعته في صفوف الثورة. وهو والد الشهيد “أوس محمد”، ومن عائلة ثورية قدّمت عدة شهداء من أبنائها وأحفادها، لتخلّد في ذاكرة الجولان وسورية إرثاً من التضحية والفداء.

وقد نعى العديد من أصدقاء الفقيد الدكتور “إبراهيم المحمد” رحيله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين مكانته الطبية والإنسانية ودوره البارز في الثورة السورية. ومن بين هؤلاء الدكتور “إياس غالب الرشيد” الذي كتب:

“انتقل إلى رحمة الله تعالى العميد الدكتور إبراهيم المحمد ابن الجولان الذي يعد من أهم جراحي الأوعية في سورية. انشق عن النظام منذ بداية الثورة، وكان ذا رتبة كبيرة، وانتقل إلى فسطاط الثورة، وظل في المشافي الميدانية في درعا عدة سنوات مارس فيها الطب في أصعب الظروف، وأنقذ حياة مئات الناس، وتعرض المشفى الميداني الذي يعمل فيه للقصف عدة مرات فاستشهد رفاقه. من عليه حتى يشهد النصر، ويعود إلى بلده مظفراً.
الدكتور إبراهيم من عائلة ثورية قدمت عدة شهداء منهم ابنه وأبناء إخوته.. لقد أبلت هذه العائلة بلاء حسناً وأورثوا أبناءهم وأحفادهم مجداً لن تطويه السنين.. عزائي لصديقي وأخي معاذ رفيق الثورة ابن الدكتور إبراهيم، والأخ نبيل ابن شقيق المرحوم وسائر إخوته وأبناء عمومته. ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.”

توفي الدكتور “إبراهيم المحمد” دون أن يحظى بتكريم رسمي لمسيرته، غير أن سيرته الطبية والميدانية ما زالت موضع تقدير بين زملائه وذويه، ممن يرون في تجربته مثالاً على الالتزام المهني والعمل في ظروف استثنائية صعبة.

 

 

 

  • فريق التحرير

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top