إفرايم عنبار وهو كاتب صحفي إسرائيلي، نشر مقالًا في صحيفة نيوز 12 الإسرائيلية، تناوله موقع الجزيرة. يرى عنبار أن النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل منذ حرب أكتوبر 2023 أوهمت بعض الساسة والعسكريين بأن تل أبيب ارتقت إلى مصاف القوى الإقليمية القادرة على تغيير خريطة الشرق الأوسط. لكنه يشدد على أن هذا وهم مشابه لما حدث بعد انتصار 1967 الذي قاد إلى هزيمة 1973.
أهم النقاط التي تناولها إفرايم في مقاله
-
إيران، رغم الضربات ومقتل نخبة من علمائها، لم تتخلَّ عن مشروعها النووي وقد تعود لاستهداف إسرائيل.
-
حزب الله ما زال قوة عسكرية مؤثرة في لبنان، ولا يتوقع أن تنزع الطبقة السياسية اللبنانية سلاحه.
-
سوريا، سقوط النظام منح إسرائيل مجال نفوذ، لكنه في المقابل فتح الباب أمام احتكاك محتمل مع تركيا.
-
غزة، هي ساحة الحسم الحقيقية؛ بقاء حركة حماس واستمرار احتجاز الأسرى الإسرائيليين يضعف صورة الردع.
إسرائيل تبقى صغيرة بموارد محدودة، وتعتمد اقتصاديًا وعسكريًا على الدعم الأميركي، إضافة إلى هشاشة جبهتها الداخلية بسبب الانقسامات.
ويختتم عنبار بالتحذير من أن الأوهام التي تصور إسرائيل قوة إقليمية كبرى قد تدفعها إلى أخطاء إستراتيجية قاتلة، داعيًا إلى نهج أكثر واقعية يقوم على الحذر والتواضع.
أتفق مع ما ذهب إليه عنبار في توصيفه لوهم القوة داخل الاحتلال وفق الآتي:
-
لقد أعلن قادة الاحتلال أن هدف الحرب هو القضاء على حركة حماس، ومع ذلك وبعد شهور من القصف الذي دمر معظم القطاع، ما زالت الحركة قائمة، حيث تشير التقديرات الدولية إلى أن ما ألقته إسرائيل من متفجرات يعادل 70 ألف طن متري، أي ما يقارب ست قنابل نووية بحجم قنبلة هيروشيما. ورغم هذا الحجم غير المسبوق من التدمير، لم يتحقق الهدف المعلن.
-
أما في سوريا، فصحيح أن الشعب السوري قد يبدو صامتًا إزاء اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، لكن هذا الصمت لن يطول. فشعب خاض ثورة 14 عامًا ولم يستسلم حتى أسقط طاغية الشام، لن يتوانى عن الدفاع عن أرضه وكرامته، وعندما يطلق مقاومته القادمة، لن تتوقف عند استعادة ما احتل بعد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بل ستمتد حتى تحرير كامل الجولان.
-
وعلى الصعيد الدولي، يواجه الاحتلال أكبر خسارة سياسية في تاريخه. فللمرة الأولى، يُلاحق مسؤول من الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب (المجرم نتنياهو)، فيما تتسع عزلتهم عالميًا مع تنامي الاعتراف الدولي بفلسطين وتراجع التعاطف الغربي معهم.
ما نراه اليوم أن الاحتلال لم ينتصر، بل يواجه هزيمة مركبة: عسكرية حتى الآن في غزة، سياسية في العالم، وهذا يثبت أن ما يحذر منه عنبار ليس مجرد توقع، بل حقيقة ماثلة تكشف أن الاحتلال يضعف يومًا بعد يوم أمام إرادة الشعوب.