انفوغراف الحرب على المخدرات خاص

تشهد الساحة السورية في الآونة الأخيرة تكثيفا غير مسبوق للجهود الأمنية في مواجهة آفة المخدرات، التي تُعدّ من أخطر التحديات الموروثة عن حقبة النظام البائد، حيث أغرقت شبكاته المنطقة بالمخدرات وزرعت إرثاً ثقيلاً تحاول الدولة اليوم تفكيكه بجهود أمنية ومجتمعية متواصلة.

ضبط شحنات كبيرة

فمن الجنوب إلى الشمال، تتوالى الإنجازات الأمنية. ففي محافظة درعا، تمكّن فرع مكافحة المخدرات من إحباط محاولة تهريب شحنة كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدّرة، جرى إخفاؤها داخل مطربانات مخصّصة لتخزين المواد الغذائية، في محاولة ماكرة لتضليل الأجهزة الأمنية. وأكد مدير إدارة مكافحة المخدرات، العميد خالد عيد، أن العملية نُفذت عبر “كمين محكم” أسفر عن ضبط الشحنة بالكامل ومصادرتها تمهيداً لإتلافها وفق الأصول القانونية.

أما في حلب، فقد نجح فرع المكافحة في توجيه ضربة نوعية إلى شبكات التهريب، بعد تفكيك شبكة منظمة وضبط نحو 200 ألف حبة كبتاغون بحوزتها، لتتم إحالة المتورطين إلى القضاء. وتصف وزارة الداخلية هذه العملية بأنها خطوة استراتيجية في تجفيف منابع تجارة السموم داخل البلاد.

تدريب وتأهيل كوادر متخصصة

ولم تقتصر جهود الداخلية على العمل الميداني فقط، بل شملت أيضاً بناء قدرات بشرية متخصصة. فقد شهدت الأيام الماضية تخريج الدفعة الأولى من دورة الأفراد في كلية الشرطة، ضمن برنامج تخصصي لإدارة مكافحة المخدرات استمر أربعة أشهر، تلقّى خلاله المشاركون تدريبات مكثفة جمعت بين المهارات الميدانية والمعارف القانونية. وشهد حفل التخريج عرضاً تمثيلياً يحاكي عملية إلقاء القبض على شبكات تهريب، إضافة إلى تكريم المتفوقين.

وخلال الحفل، أكد وزير الداخلية أنس خطاب أن “سوريا الجديدة تُبنى على أسس الانضباط والمؤسسات الفاعلة، وأن مواجهة المخدرات واجب وطني لا يقبل التهاون”. مضيفاً أن الوزارة تضع التدريب والتأهيل في صدارة أولوياتها، انطلاقاً من قناعة بأن “بناء الإنسان الأمني علمياً وأخلاقياً هو الضمانة الأساسية للنجاح الميداني”.

تؤكد هذه الخطوات أن سوريا تمضي بثبات في مواجهة آفة المخدرات، ليس فقط عبر ضبط الشحنات وإحباط محاولات التهريب، بل أيضاً عبر استئصال إرثها الثقيل الذي خلّفه النظام السابق. ومع استمرار العمليات الأمنية والبرامج التدريبية، تتجه البلاد نحو ترسيخ نهج أمني ومؤسساتي صارم يجعل من مكافحة المخدرات عنواناً لمستقبل أكثر أمناً واستقراراً.

  • حمد خليل

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top