غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي مع الرئيس الشرع

استقبل السيد الرئيس أحمد الشرع، اليوم، في قصر الشعب بدمشق، غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

اللقاء تناول الأوضاع العامة في البلاد والدور الوطني للكنيسة في تعزيز المواطنة وترسيخ قيم الوحدة الوطنية، حيث جرى التأكيد على أن الكنيسة، شأنها شأن بقية المكوّنات الدينية والاجتماعية، تؤدي دوراً محورياً في صون السلم الأهلي، وتعميق أواصر التفاهم والتآخي بين أبناء المجتمع السوري.

وأكد الجانبان أن التعايش بين مختلف الأديان والطوائف في سوريا ليس مجرد خيار راهن، بل هو جزء أصيل من الهوية الوطنية، ومن الركائز التي ميّزت المجتمع السوري عبر تاريخه الطويل.

الكنيسة والدولة: شراكة راسخة في خدمة الوطن

يُعدّ الحضور المسيحي في سوريا جزءاً أساسياً من تاريخها وهويتها الثقافية والحضارية. فالكنيسة الأنطاكية للروم الأرثوذكس، التي يتخذ بطريركها من دمشق مقراً لها، تُعتبر من أعرق الكنائس في الشرق، وتشكل جسراً بين المشرق والمسيحية العالمية.

وعلى مدى عقود، لعبت المؤسسات الدينية المسيحية دوراً وطنياً في دعم القضايا الكبرى للبلاد، والمساهمة في العمل الخيري والتعليمي والاجتماعي. وخلال الأزمات التي مرّت بها سوريا، كانت الكنيسة حاضرة في تعزيز قيم الصمود والتآزر بين المواطنين، بعيداً عن أي انقسامات أو اصطفافات.

وحدة المصير والتحديات المشتركة

اللقاء بين الرئيس الشرع والبطريرك يازجي جاء ليؤكد مجدداً أن مواجهة التحديات الداخلية والخارجية تتطلب تضافر جميع الجهود، من الدولة ومؤسساتها الدستورية، ومن القيادات الدينية والاجتماعية. فالنسيج الوطني السوري المتنوع يُعتبر رصيداً استراتيجياً، لا بد من تحصينه أمام محاولات التفكيك وزرع الفتن.

كما شدد الرئيس الشرع على أهمية الدور التكاملي للمؤسسات الدينية في تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية، بما يسهم في حماية الشباب والمجتمع من التحديات الفكرية والثقافية. من جانبه، جدد البطريرك يازجي التزام الكنيسة بمواصلة دورها الوطني والروحي في خدمة الإنسان والمجتمع، مؤكداً أن “الوطن بيت واحد يسكنه جميع أبنائه بمحبة ووحدة”.

سوريا… هوية متجددة بالعيش المشترك

على امتداد تاريخها الحديث، ظلّت سوريا نموذجاً للتعايش والتعددية، حيث تتجاور الكنائس والمساجد في المدن والقرى، وتشكل المناسبات الدينية، سواء الإسلامية أو المسيحية، أعياداً وطنية جامعة تعكس روح الانسجام بين مكوّنات المجتمع.

ويأتي لقاء الرئيس الشرع مع البطريرك يازجي اليوم كتأكيد إضافي على هذه الثوابت، ورسالة بأن سوريا ماضية في حماية وحدتها الوطنية، وصون قيم التعايش التي صنعت هويتها وأعطتها مكانتها الفريدة في المشرق.

  • مها محي الدين

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top