تعيش محافظة السويداء حالة من التوتر والجدل السياسي والاجتماعي مع تجدد الدعوات التي أطلقها أنصار “حكمت الهجري” لتنظيم مظاهرات اليوم السبت، تحت شعارات تطالب بالاستقلال وتقرير المصير. هذه الدعوات، التي يصفها مراقبون بأنها ذات طابع انفصالي، تأتي في وقت تتدفق فيه المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة لتخفيف الأوضاع المعيشية التي يواجهها الأهالي.
وبحسب ما أعلن القائمون على الحراك، فإن التجمعات ستنطلق عند الساعة الحادية عشرة صباحاً في “ساحة الكرامة” بمدينة السويداء، إضافة إلى عدد من القرى والبلدات، حيث طرح المنظمون جملة من المطالب أبرزها: تشكيل لجنة تحقيق دولية حول ما يصفونه بالانتهاكات، انسحاب القوات الرسمية من المحافظة بشكل كامل، والإفراج عن المعتقلين والمخطوفين، الدفع نحو ما يسمونه “مسار الاستقلال” كخيار سياسي ضامن للحقوق.
جدل ديني وسياسي
وفي ذات السياق أثار ” حكمت الهجري” جدلاً واسعاً خلال الأسابيع الأخيرة بعدما دعا إلى حذف كلمة “المسلمين” من التعريف الروحي للطائفة عبر المنصات والمراجع المرتبطة به، وهو ما اعتبرته فعاليات اجتماعية محاولة لتغيير الهوية الدينية والتاريخية للطائفة. واختيار يوم السبت للتظاهر بدلاً من الجمعة لم يكن اعتباطياً، بل جرى تقديمه باعتباره يوم “رمزية روحية” في انسجام مع الأهمية الخاصة له داخل الكيان الإسرائيلي، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة واتهامات بالتماهي مع أجندات خارجية.
مصادر اجتماعية ودينية أكدت أن هذه التحركات لا تمثل إلا مجموعات تابعة للهجري، وأن الغالبية العظمى من أبناء الجبل متمسكة بالهوية الوطنية السورية، وترفض أي محاولات لزجّ المحافظة في مشاريع تقسيمية أو انفصالية. كما شددت على أن استغلال الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للدفع باتجاه أجندات سياسية خارجية “لن ينجح في تغيير قناعات المجتمع المحلي”.
مساعدات إنسانية عبر ممر بصرى الشام
في سياق موازٍ، دخلت صباح اليوم قافلة مساعدات للهلال الأحمر العربي السوري مؤلفة من 11 شاحنة محمّلة بمادة الطحين إلى السويداء عبر ممر بصرى الشام الإنساني، وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة استجابة عاجلة تهدف إلى دعم الأهالي والتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية في ظل التوترات الراهنة.
تهجير قسري وتغيير ديموغرافي
يذكر أن مليشيات تابعة للهجري نفّذت خلال الشهر الماضي عمليات تهجير قسري بحق عائلات من البدو المقيمين في ريف السويداء الشرقي، بلغ عددهم نحو 150 مهجّراً. وبحسب مصادر مطّلعة، فقد جرى إحراق منازل هؤلاء السكان ومصادرة أرزاقهم ومواشيهم، في خطوة وصفت بأنها تمثل “ظاهرة تغيير ديموغرافي خطيرة” تهدف إلى إعادة تشكيل البنية السكانية للمحافظة بما يخدم أجندات انفصالية.
وأكد شهود عيان أن العائلات المهجّرة اضطرت للنزوح نحو مناطق أكثر أمناً، في ريف درعا الشرقي، وريف دمشق، وقد أثارت هذه الأحداث موجة استنكار في الأوساط الاجتماعية والحقوقية والمدنية
- محمد جابر