أكّد العميد “أحمد الدالاتي”، مدير قوى الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أن الفصائل المسلحة داخل المدينة نفذت صباح اليوم هجوماً منظماً ومدبّراً استُخدمت فيه أسلحة ثقيلة ومتوسطة، بما فيها الهاونات والمسيّرات والمجنزرات، مستهدفين نقاط الأمن الداخلي في محاولة واضحة لتفجير الاتفاق القائم وإعادة المحافظة إلى مربع الفوضى والتوتر الأمني.
وقال العميد “الدالاتي” في تصريحات “لتلفزيون العربي”: “الهجوم بدأ بتمهيد ناري كثيف عند الساعة الثالثة فجراً، وتم باستخدام مضادات ومدرعات وآليات مدعومة، ما يدل على أنه ليس ردة فعل عشوائية، بل خطة مدروسة لإفشال التهدئة وزعزعة الاستقرار”.
وأشار “الدالاتي” إلى أن الاستقرار الذي شهدته السويداء خلال الأسبوع الماضي كشف هشاشة التنسيق بين الفصائل المسلحة داخل المدينة، وأظهر عمق الانقسامات بينهم، سواء فيما يتعلق بكيفية إدارة المحافظة أو في تعاملهم مع الدولة.
وأضاف أن الفصائل المسلحة بدأت بالتنازع على النفوذ، والسيطرة على المساعدات والموارد، وبرزت بينهم خلافات وصلت إلى التخوين والشجار، مشيراً إلى أن بعض هذه المجموعات ترى في عودة مؤسسات الدولة تهديداً مباشراً لنفوذها، وتحاول تفجير الوضع للهروب من الاستحقاقات الأمنية والقانونية.
وأوضح “الدالاتي” أن هناك فصائل مرتبطة بأجندات وأطراف خارجية، ولا مصلحة لها في استقرار السويداء، وتسعى لتوظيف الوضع الداخلي لخدمة مصالح ضيقة، رافضة أي مسار تفاوضي أو حل سياسي تحت مظلة الدولة.
وأكد أن قوات الأمن الداخلي تصدت للهجوم، وتمكنت من احتواء الموقف والرد على مصادر النيران، مع استمرار التواصل مع الوسطاء والضامنين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار ومنع تكرار التصعيد.
وفي ختام تصريحاته، دعا العميد “الدالاتي” إلى دعم جهود التهدئة، وإعطاء الفرصة للحلول السياسية التي تضمن استعادة مؤسسات الدولة لدورها، مشدداً على أن السويداء “جزء أصيل من الجغرافيا السورية ويجب أن تعود إلى حضن الدولة”.
- محمد جابر