أسعد الشيباني وزير الخارجية السورية

زيارة رسمية لسوريا إلى موسكو تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة والانفتاح الدولي

أكدت الحكومة السورية خلال زيارة رسمية إلى موسكو، من خلال وزير الخارجية السيد “أسعد الشيباني”، هي الأولى منذ إسقاط النظام السابق وتحرير البلاد في 8 ديسمبر، على انفتاح سوريا على علاقات دولية متوازنة، وسعيها لتحويل الشراكة التاريخية مع روسيا إلى مصالح مشتركة تخدم الشعبين.

وخلال اللقاءات التي جرت بين الوفد السوري وعدد من كبار المسؤولين الروس، بينهم رئيس الاستخبارات ووزير الدفاع ووزيرة الخارجية، إضافة إلى الرئيس فلاديمير بوتين، تم بحث ملفات عدة أبرزها إعادة إعمار سوريا، والتعاون الاقتصادي، ورفع العقوبات المفروضة على البلاد.

وأشار الوفد السوري إلى حجم التحديات التي تواجه البلاد بعد 14 عاماً من الحرب، أبرزها النزوح والدمار الواسع في البنى التحتية، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية. ولفت إلى أن الحكومة الجديدة تمكنت، بدعم من الدول العربية والمجتمع الدولي، من تحقيق تقدم في ملف رفع العقوبات، بما يفتح المجال أمام إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.

رؤية جديدة لسوريا الحديثة:
أكدت الحكومة السورية الجديدة أنها تسعى لبناء دولة قوية تقوم على أساس التنوع المجتمعي والعدالة والمساواة، رافضة أي محاولة لتقسيم البلاد طائفياً أو ميليشيوياً. وأوضح الوفد أن السلاح يجب أن يكون تحت سلطة الدولة فقط، مشيراً إلى إنهاء العديد من المظاهر الخارجة عن القانون خلال الأشهر الماضية.

وشددت الحكومة على الاعتراف الكامل بحقوق جميع مكونات المجتمع السوري، من أكراد ودروز وعلويين ومسيحيين، والتزامها بتمثيل هذا التنوع في الحكومة والبرلمان دون تهميش أو تمييز.

مواجهة التحديات الخارجية:
رفضت الحكومة السورية بشكل قاطع محاولات تحويل سوريا إلى ساحة نزاعات إقليمية أو دولية، مؤكدة أن بعض الأطراف، ومن ضمنها إسرائيل، لا تزال تسعى إلى زعزعة استقرار سوريا عبر استغلال الورقة الطائفية وطرح مشاريع التقسيم.

رسالة للداخل والخارج:
وجّهت الحكومة السورية رسالة واضحة بأن المرحلة المقبلة تركز على ترميم الثقة الداخلية، وبناء علاقات متوازنة مع الشرق والغرب، بما في ذلك روسيا، الصين، والدول الأوروبية والولايات المتحدة، لتكون سوريا ركيزة استقرار إقليمي، وشريكاً فاعلاً في الساحة الدولية.

وأكدت أن سوريا لن تقبل أن تكون أداة لتصفية الحسابات، بل دولة مستقلة موحدة، تضمن الأمن والتنمية لجميع أبنائها دون استثناء.

  • محمد جابر

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top