شهدت ساحة الكرامة في مدينة السويداء، اليوم، وقفة احتجاجية شارك فيها مئات المواطنين، رفضاً للجنة التحقيق التي أعلنت عنها السلطات، ومطالبة بإنهاء “الحصار” المفروضة على المحافظة.
المحتجون عبّروا عن عدم ثقتهم باللجنة، معتبرين أنها تفتقر للشفافية ولا تعكس مطالب المجتمع المحلي، كما دعوا إلى تدخل دولي محايد للتحقيق في ما وصفوه بانتهاكات تسببت في معاناة المدنيين ونزوح آلاف العائلات.
كما طالب المشاركون بفتح ممر إنساني مع الأردن لتسهيل وصول المواد الأساسية، وضمان حرية الحركة لسكان المحافظة الذين يواجهون ظروفاً معيشية متدهورة.
روايات مناقضة على الأرض
في المقابل، انتقد ناشطون ما وصفوه بحملات تضليل قادتها صفحات مشبوهة وبعض الشخصيات الثقافية من داخل المدينة، روجت عبر منصاتها لرواية “الحصار الكامل” المفروض على السويداء.
إحصائيات رسمية أظهرت أن أكثر من خمسة قوافل لمساعدات وإمدادات طارئة دخلت إلى المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين، ما يتعارض مع الخطاب المتداول على بعض المنصات الإلكترونية، ويشير إلى استمرار الحركة التجارية واللوجستية من وإلى المدينة بدرجات متفاوتة.
تحركات جوية مشبوهة
في تطور ميداني لافت، شهدت المحافظة خلال الأسبوع الماضي عدة عمليات إنزال نفذتها حوامات إسرائيلية داخل أراضي السويداء، وبحسب نشطاء من محافظة القنيطرة، تم رصد تحليق هذه الحوامات قادمة من الجولان المحتل، مروراً بأجواء القنيطرة، قبل دخولها إلى عمق السويداء، في تحرك يطرح تساؤلات حول طبيعة هذه العمليات وتوقيتها المتزامن مع حالة التوتر والاحتجاج في المحافظة.
حملات تضليل تقودها جهات خارجية
بالتوازي مع التصعيد على الأرض، رُصدت خلال الأسابيع الماضية حملات ممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت بث شائعات وتحريض ضد الدولة، عبر الترويج لوجود “حصار خانق” على السويداء، إضافة إلى تأجيج الرأي العام تجاه محافظة درعا المجاورة.
تقارير صحفية ذات صلة كشفت أن هذه الحملات تنسقها جهات خارجية مرتبطة بأجندات انفصالية، وتُدار عبر حسابات وهمية ووسائط إعلامية تابعة لجهات استخباراتية، من بينها جهاز الموساد الإسرائيلي، في محاولة لاستغلال الظروف المعيشية لتحقيق أهداف سياسية موجهة.
- مها محي الدين