ثأر copy

 

قتيلان اثنان من أبناء العمومة حصيلة معركة ثأر في منطقة “المجبل” بالقرب من عتمان شمالي مدينة درعا قبل أيام، وينتمي القتيلان إلى منطقة الرحى في محافظة السويداء، والقتيلان هما خصمان تعود خصومتهما وقصة الثأر بينهما إلى فترة طويلة.

حادثة مماثلة مسرحها مدينة طفس راح ضحيتها ثلاثة أشخاص بينهم طفل قبل أيام قليلة، والقتلى هم من عشيرة واحدة تعود جذور المشكلة بين أفرادها إلى عام 2017.

يقول الصحفي “حمزة الفهيد” متحدثاً لمؤسسة جولان: (ظاهرة الثأر تمثل تهديدًا مباشرًا للسِّلم الأهلي، وتمزق النسيج الاجتماعي في محافظة مثل درعا، التي لطالما عُرفت بترابطها، وتسبب في نشر الخوف بين الناس، وتقييد الحركة والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية).

هذه الحوادث باتت تؤرّق المجتمع وتشكّل كابوساً مزعجاً بالنسبة للأهالي، كما روى المواطن “محمد الحسين” لمؤسسة جولان قائلاً: “شيء مزعج جداً قصص القتل التي نسمعها كل يوم، والسببب ثارات وأحقاد دفينة. هذه الأمور يجب أن تنتهي فوراً وصاحب الحق يجب أن يأخذ حقه عن طريق الدولة والقانون”.

مثل هذه الحوادث كثرت في الآونة الأخيرة في عموم الجنوب السوري عموماً. وترجع أسبابها إلى كثرة السلاح في أيدي الناس و إلى أسباب أخرى كثيرة. وفي هذا السياق يتابع الصحفي “حمزة الفهيد” كلامه قائلاً: “إن من أسباب تنامي هذه الظاهرة انهيار البنية الاجتماعية التقليدية التي كانت تضبط السلوك، مثل سلطة الوجهاء والعشائر. بالإضافة إلى انتشار السلاح بشكل غير منضبط في أيدي المدنيين، مما زاد من سهولة اللجوء للعنف كوسيلة للرد”.

وأضاف الفهيد: “إن ضعف مؤسسات الدولة القانونية والقضائية خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى غياب الردع القضائي العادل والسريع”.

يتم مواجهة مثل هذه الحوادث عن طريق التدخّل المباشر من الدولة عبر جهاز الأمن الداخلي، والذي يبذل جهوداً كبيرة لفض الاشتباكات وحفظ الأمن. حلول أخرى تثبت نجاعتها إلى حد ما عبر تدخّل وجهاء العشائر وهيئات الإصلاح المحلية، والتي يكون لها دور كبير في إصلاح ذات البين. يقول ” الفهيد” متحدثا عن الحلول المقترحة: “يجب إعادة تفعيل القضاء النزيه والمستقل، وضمان سرعة البت في القضايا، كي لا يلجأ الناس إلى أخذ الحق باليد. كذلك نزع السلاح العشوائي وتفعيل دور الأجهزة الأمنية ضمن إطار القانون. ودعم دور وجهاء العشائر ورجال الدين في التدخل المبكر . . .واحتواء الخلافات قبل تفاقمها.التوعية الإعلامية والدينية بمخاطر الثأر، والتركيز على القيم الدينية التي تدعو للعفو والإصلاح. تجريم التحريض على الثأر عبر وسائل التواصل أو المجالس العامة”.

هنا تبرز الحاجة الملحة لمعالجة الثأر. فهي كالنار متى اشتعلت يصبح من الصعب إخمادها.

  • حمد خليل

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top