امتحانات وطلاب

في مشهد يعكس إصرار الحياة على المضي رغم كل الجراح، انطلقت صباح اليوم امتحانات الشهادة الثانوية العامة والشرعية لدورة عام 2025 في مختلف المحافظات السورية، حيث توجه أكثر من 344 ألف طالب وطالبة إلى قاعات الامتحان، موزعين على 1582 مركزاً امتحانياً، وسط استعدادات تنظيمية وتربوية محكمة تهدف لضمان النزاهة والهدوء في أجواء الامتحان.

هذه الامتحانات ليست مجرد اختبارات اعتيادية، بل تمثل تحدياً وطنياً حقيقياً، يُقاس عليه مدى صلابة المجتمع السوري وقدرته على النهوض رغم سنوات الحرب والدمار، فبينما كانت الدورات الامتحانية السابقة – إبان العهد البائد – مسرحاً للغش المنظّم والفساد المستشري، مما حرم آلاف الطلبة المستحقين من حقهم في التميز، نشهد اليوم صفحة جديدة من الالتزام والانضباط.

لقد تغيّر المشهد؛ لم يعد الامتحان يُدار بسياسات المحسوبيات والتزوير، بل بات عنواناً لقيمة حقيقية تُمنح لمن يستحقها، وإن الجهود التي تُبذل اليوم من قبل الكوادر التعليمية والتنظيمية، تعبّر عن وعي جمعي بأهمية بناء الإنسان قبل كل شيء.

رغم كل ما مرّ به الشعب السوري من مآسي، يصر على أن يكون العلم سلاحه الأول في إعادة إعمار وطنه، فالسوري اليوم، الذي يقف بثبات في قاعة الامتحان

، هو نفسه من سيقف غداً في معمل أو جامعة أو منبر، يثبت للعالم أن سوريا ستبقى، كما كانت، مصنعاً للأدباء والعلماء والمتميزين.

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top