الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 16 كانون الأول، أن الممارسات العدوانية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية تُعدّ اليوم أكبر عائق أمام تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في سوريا على المدى الطويل، محذّراً من أن استمرارها يهدد أي مسار سياسي أو أمني مستقبلي.

وأوضح أردوغان أن هذه الاعتداءات تسهم بشكل مباشر في زعزعة الاستقرار، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن وجود التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويعرقل جهود إحلال السلام في البلاد.

وحذّر الرئيس التركي من مخاطر التراجع عن اتفاق العاشر من آذار، معتبراً أن أي مماطلة أو تنصّل من تطبيقه قد يؤدي إلى تحوّله إلى أزمة جديدة داخل سوريا، تنعكس سلباً على الاستقرار الداخلي والإقليمي.

وفي ملف اللاجئين، أعلن أردوغان أن نحو 580 ألف لاجئ سوري عادوا من تركيا إلى سوريا بشكل طوعي وآمن منذ 8 كانون الأول من العام الماضي وحتى اليوم، مؤكداً التزام بلاده بتأمين عودة كريمة وآمنة للاجئين.

وأشار أردوغان إلى أن تمكين مكوّنات الشعب السوري من التطلع إلى مستقبلهم بثقة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر رؤية شاملة تستند إلى تاريخ مشترك ومستقبل واحد، يضمن وحدة سوريا وسيادتها.

وانتقد الرئيس التركي صمت ما وصفهم بدعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان تجاه المجازر التي شهدتها سوريا على مدى 13.5 عاماً، لافتاً إلى أن قلة من الدول فقط أظهرت ما سماه “ضميراً حيّاً” إزاء معاناة السوريين.

وقال أردوغان في ختام تصريحاته: «نحن هنا معاً، وجيران منذ ألف عام، وبإذن الله سنعيش معاً وسنبقى هنا إلى قيام الساعة».

وفي سياق متصل، جدّد أردوغان في 24 تشرين الثاني الماضي تأكيد دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية واستقرارها، مشدداً على أن الشعب السوري وحده المخوّل بتحديد مستقبل بلاده. وأوضح، في حديث للصحفيين خلال عودته من جنوب إفريقيا بعد مشاركته في قمة مجموعة العشرين، أن تركيا تسعى إلى ترسيخ الأمن والازدهار في المنطقة، لا سيما في سوريا والعراق ولبنان، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول”.

وأكد أردوغان أن أنقرة تدرك جيداً كلفة غياب الاستقرار في سوريا، نافياً وجود أي أطماع تركية في سيادة الدول الأخرى أو أراضيها، ومشيراً إلى أن إسرائيل تدرك أن خطواتها في المنطقة تفتقر إلى الشرعية وتسهم في زعزعة الاستقرار، فيما ستواصل تركيا تحركاتها وفق أولوياتها الاستراتيجية في المرحلة المقبلة.

  • طارق أبو البراء

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top