حي غربة في منطقة حجيرة بريف دمشق

يواجه سكان حي غربة في تجمع حجيرة معاناة متفاقمة مع بداية فصل الشتاء، نتيجة تردي البنية التحتية وغياب الطرق المعبدة، ما أدى إلى تحوّل الشوارع إلى مستنقعات من الوحل تعيق حركة التنقل وتهدد بوقوع أزمة إنسانية للسكان.. تردّي البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية جعلا الحي معزولاً فعلياً عن محيطه، وفرضَا على الأهالي واقعاً يومياً قاسياً يهدد سلامتهم وسبل عيشهم.

تحديات التنقل ونقص الخدمات:

الحالة المتدهورة للطرقات والزقاق الضيقة تعيق حركة السكان بشكل مباشر، إذ يضطر الطلاب والعمال إلى اجتياز الوحل يومياً للوصول إلى مدارسهم وأعمالهم، ما يؤثر على انتظام التعليم ويضاعف الأعباء المعيشية. إلا أن الأخطر يتمثل في صعوبة وصول الحالات الإسعافية والمرضى إلى المستشفيات والمراكز الصحية، بسبب انسداد الطرق وتراكم الطين، الأمر الذي يفاقم مخاطر العزلة الصحية والاجتماعية داخل الحي.

وفي حديثه “لموقع مؤسسة جولان” عن واقع المنطقة، يوضح رئيس بلدية مفرق حجيرة الأستاذ حسن النميري” حجم الأزمة، قائلاً:

«منطقة حجيرة من المناطق المنكوبة طبعاً، أهالي المنطقة تهجروا وتعرضوا للقصف مما أثر على البنية التحتيّة ومن ضمنها الشوارع والأسفلت، ولا يوجد شارع إلا وقُصف بصاروخ أو غيرها، وبالتالي المنطقة مدمّرة جداً والبنية التحتية سيئة، وليست فقط المعاناة من الطرق، هناك معاناة من خطوط المياه والصرف الصحي والكهرباء».

ويشير “النميري” إلى محدودية إمكانيات البلدية مقارنة بحجم الدمار، مضيفاً:

«عندما استلمت رئاسة بلدية تجمع مفرق حجيرة التابعة إدارياً لمحافظة القنيطرة كانت الإمكانيات ولازالت لا تستطيع أن تغطي حجم الأعمال وحجم الدمار الموجود حالياً، أنا فقط لا أملك سوى جرارين يقوموا بأعمال ترحيل القمامة فقط، أما بقية الأعمال الأخرى لم نستطع أن نشتغل فيها شيئاً وخصوصاً ترميم الطرقات».

وحول ملف الصرف الصحي والدعم الرسمي، يقول: «بالنسبة لموضوع الصرف الصحي تكون بالغالب مبادرات بين أهالي المنطقة وما بين البلدية، وبالرغم من ذلك أنا رفعت كتاب للإدارة المحليّة عن طريق محافظة القنيطرة وطلبت فيه تركس _ قلاب والمعدات اللازمة، ووُعِدتُ فيها، وإلى اليوم لم أرَ شيئاً منها».

ويؤكد أن الدعم الذي قُدم اقتصر على مشروع واحد فقط: «المشروع الوحيد الذي ساعدوني فيه محافظة القنيطرة ووزارة الإدارة المحلية هو إسفلت للشارع الرئيسي بمبلغ ٢٥٠ مليون ليرة سوري، لأن الشارع الرئيسي كان أيضاً يعاني من دمار وخراب وتم إصلاحه».

ويختم النميري بتوصيف حجم الاحتياج الحقيقي للمنطقة:
«تجمع مفرق حجيرة يحتاج إلى إمكانيات دولة لنستطيع العمل به، أنا رفعت تقرير فيه ستمئة ألف متر مكعب ترحيل دمار من الشوارع والطرقات، من ضمنها منازل مدمرة على الأرض، أنا طالب ما يقارب ١٠ كيلومتر أو ١٢ كيلومتر استبدال خطوط صرف صحي، وقمت برفع المطالب كلها ضمن شهر ٣ أو ضمن شهر ٤ ووجهتها لمحافظة القنيطرة، لكن حالهم من حالنا أيضاً يشتكون من قلة الإمكانيات، ولغاية اليوم لم تُرفع العقوبات ولم نستطع إدخال محولات الكهرباء والكابلات، وغير مسموح بإدخال الآليات المطلوبة حتى اليوم، فمديرية الخدمات بمحافظة القنيطرة ساعدوني ضمن إمكانياتهم المحدودة وضمن قدرتهم، وساعدوا في ترحيل القمامة وفتح بعض الطرقات، ويوجد لغاية اليوم طرقات مغلقة بسبب الدمار والحرب».

مناشدات عاجلة للجهات المعنية:

أمام هذا الواقع، يوجّه سكان “حي غربة” مناشدات متكررة إلى الجهات المعنية للمطالبة بخطط تنموية شاملة وتحرك فوري لمعالجة الإهمال المستمر منذ سنوات. ويؤكد الأهالي أن الحلول المؤقتة والوعود غير المنفذة لم تعد كافية، وأن تأهيل الطرق وتوفير البنية التحتية الأساسية بات ضرورة ملحّة لضمان الحد الأدنى من العيش الكريم.

ويبقى السؤال مفتوحاً دون إجابة واضحة: إلى متى ستظل هذه الأحياء عالقة بين الدمار والإهمال، تنتظر تدخلاً فعلياً يعيد لها مقومات الحياة؟

  • هبة السيد

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top