الدبلوماسي الإيطالي كلاوديو كوردوني

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعيين الدبلوماسي الإيطالي كلاوديو كوردوني نائباً للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، على أن يتسلّم مهامه رسمياً في 1 كانون الثاني 2026.

وجاء الإعلان في بيان صادر عن مكتب الأمين العام مساء أمس، الإثنين 8 كانون الأول الحالي، أوضح أن كوردوني سيخلف المسؤولة الأممية المغربية نجاة رشدي، التي شغلت المنصب خلال السنوات الماضية ضمن فريق المبعوث الخاص المعني بالملف السوري.

وأعرب غوتيريش في البيان عن شكره لرشدي، مشيداً بما أبدته من التزام وعمل دؤوب في دعم جهود الأمم المتحدة حيال سوريا، سواء في الجوانب الإنسانية أو السياسية، وفي تيسير وصول المساعدات والتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية ذات الصلة.

كلاوديو كوردوني يمتلك خبرة تتجاوز أربعة عقود في العمل الأممي والدبلوماسي، توزعت بين ملفات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والعلاقات الدولية، ومنذ عام 2022 يشغل منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، كما أشرف في أوقات سابقة على جهود الأمم المتحدة المتعلقة بملف المفقودين في حرب الخليج (1990-1991).

بين عامي 2017 و2022 تولى كوردوني إدارة مكتب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان، وعمل لفترة قصيرة منسقاً مقيماً ومنسقاً إنسانياً بالنيابة، كما شغل منصب مدير قسم حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وسيادة القانون في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) بين عامي 2013 و2017، وممثلاً للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في ليبيا.

وعمل أيضاً مع المركز الدولي للعدالة الانتقالية (ICTJ)، وقضى أكثر من 25 عاماً في منظمة العفو الدولية في عدة مواقع، بينها فترة أمين عام بالإنابة عام 2010، كما تولى رئاسة مكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك (UNMIBH) بين عامي 1997 و1998.

يحمل كوردوني درجة ماجستير في القانون من جامعة “سبيينزا” في روما، وماجستير في الدراسات العربية من جامعة “جورجتاون” في واشنطن، ويتقن العربية والإنجليزية والفرنسية إلى جانب الإيطالية لغته الأم، وُلد في مصر ونشأ في لبنان، ويُنسب إلى تجربته المبكرة في المنطقة اهتمامه اللاحق بدراسة تاريخ الشرق الأوسط الحديث وتعميق إتقانه للغة العربية.

وفي بيان منفصل مساء الأحد 7 كانون الأول، حيّا الأمين العام للأمم المتحدة صمود الشعب السوري وشجاعته، مؤكداً أن السوريين “لم يتوقفوا عن التمسك بالأمل” رغم ما عانوه على مدى عقود من حكم قمعي ومعاناة “لا يمكن تصورها”.

ووصف غوتيريش ذكرى تحرير سوريا بأنها مناسبة لتكريم تضحيات السوريين وتجديد التطلعات التي حرّكت مسار التغيير التاريخي في البلاد، معتبراً أن ما ينتظر سوريا يتجاوز مجرد انتقال سياسي، ليكون فرصة لإعادة بناء المجتمعات المدمرة ومعالجة الانقسامات العميقة، وتأسيس وطن يستطيع فيه كل سوري، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي، أن يعيش في أمن ومساواة وكرامة.

وأكد الأمين العام التزام الأمم المتحدة الكامل بالعمل مع السوريين لإنجاح المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن التحديات “كبيرة لكنها ليست مستعصية”، وأن ما شهده العام الماضي أظهر أن التغيير الفعلي ممكن عندما يُمنح السوريون القدرة والدعم الكافي لقيادة مسار التحول بأنفسهم.

  • فريق التحرير

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top