عقدت وزارة العدل السورية، يوم الأحد، اجتماعاً موسعاً ضم وزير العدل مظهر الويس وأعضاء الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية برئاسة عبد الباسط عبد اللطيف، لمناقشة تطورات العمل على مسار العدالة الانتقالية، وفي مقدمتها وضع الصيغة النهائية لقانون العدالة الانتقالية، وفتح السجون أمام فرق الهيئة للاطلاع على أوضاع الموقوفين.
وأكد وزير العدل خلال الاجتماع ضرورة تعزيز التعاون بين الوزارة والهيئة، معتبراً أن مسار العدالة الانتقالية يمثل ركيزة أساسية لترسيخ سيادة القانون، وضمان حماية حقوق الإنسان، وبناء مؤسسات دولة تقوم على الشفافية والمساءلة. وشدد على أن هذا المسار لن يكتمل من دون إطار قانوني واضح ينظم المهام والصلاحيات.
وفي تصريح عقب الاجتماع، أوضح النائب العام للجمهورية المستشار حسان التربة أن الوزارة منحت فرق الهيئة إذناً رسمياً لزيارة السجون ودراسة ملفات الموقوفين، مؤكداً أن العمل المشترك بين الجانبين قطع مراحل متقدمة، ويستمر بما يحقق العدالة للضحايا. وبيّن التربة أن معايير جديدة تُطبَّق لتمييز المتورطين في انتهاكات جسيمة عن أولئك الذين لا توجد أدلة على تورطهم، مشيراً إلى أن القانون المرتقب سيعالج هذه الثغرات ويوفر إطاراً قانونياً أكثر شمولاً.
من جهته، أعلن رئيس الهيئة عبد الباسط عبد اللطيف أن مسار العدالة الانتقالية بدأ فعلياً منذ عدة أشهر، وأن الهيئة أنهت تشكيل لجانها المتخصصة الست، وهي: لجنة الحقيقة، لجنة المحاسبة والمساءلة، لجنة جبر الضرر، لجنة الذاكرة الوطنية، لجنة الإصلاح، ولجنة بناء السلام والسلم الأهلي. وأضاف أن مشروع قانون العدالة الانتقالية وصل إلى مراحله الأخيرة، وسيُعرض على مجلس الشعب فور تشكيله الجديد.
كما أكد عضو لجنة المحاسبة والمساءلة في الهيئة، المحامي رديف مصطفى، أن الاجتماع شدّد على أهمية السير قدماً في هذا المسار باعتباره خطوة مفصلية في مستقبل السوريين، ولا يمكن إرساء سلام مستدام من دون ربطه بآليات كشف الحقيقة والمحاسبة وجبر الضرر. وكشف مصطفى أن الهيئة أعدّت المسودة الأولية لقانون العدالة الانتقالية، موضحاً أن القوانين السورية الحالية لا تغطي عدداً من الانتهاكات الجسيمة، وأن المشروع الجديد سيُطرح للنقاش العام قريباً.
ويأتي هذا الحراك في ظل جهود حكومية وقانونية لصياغة إطار عدالة انتقالية يهدف إلى كشف الحقيقة، ومحاسبة الجناة، وتعويض الضحايا، وتهيئة الأرضية اللازمة لتحقيق مصالحة مجتمعية مستدامة.
- محمد جابر






