أفادت القناة 12 الإسرائيلية باعتقال خمسة أشخاص بشبهة التورط في تهريب أسلحة من الأراضي السورية إلى داخل إسرائيل، بينهم جنود في الخدمة النظامية وآخرون من قوات الاحتياط، وفق ما نقلته القناة مساء اليوم.
وبالتوازي، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القضية تتعلق بـشبكة تهريب متكاملة يُشتبه بأنها كانت تنشط انطلاقاً من قرية “حضر” السورية في جبل الشيخ، من دون أن تُقدَّم تفاصيل إضافية حول طبيعة الأسلحة أو مدة نشاط الشبكة أو الجهات المرتبطة بها، في ظل استمرار التحقيقات وتكتم رسمي على المعطيات التفصيلية.
في السياق ذاته، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قام بجولة ميدانية داخل مناطق تقع داخل الأراضي السورية، رافقه خلالها كلّ من وزير الدفاع ووزير الخارجية ورئيس الأركان ورئيس جهاز الشاباك، وبحسب الهيئة تلقّى نتنياهو خلال الجولة إحاطة ميدانية تناولت آخر تطورات الوضع في الجبهة الشمالية والمناطق المحيطة بالجولان المحتل.
وعلى المستوى السياسي، تناول الرئيس السوري “أحمد الشرع”، في حديث سابق مع صحيفة “واشنطن بوست” خلال زيارته إلى البيت الأبيض، واقع الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، مؤكداً أنّ سوريا منخرطة في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، واتهم الشرع تل أبيب بـخرق اتفاق فكّ الاشتباك الموقع عام 1974 بعد سقوط النظام البائد، موضحاً أن دمشق لم ترد عسكرياً على تلك الخروقات لأن الأولوية تتركز حالياً على إعادة البناء وترسيخ الاستقرار الداخلي، واعتبر أن التوسع الإسرائيلي داخل الأراضي السورية لا يمكن تفسيره حصراً بدواعٍ أمنية، بل يرتبط أيضاً بما وصفه بـ”طموحات توسعية”،
وشدّد الرئيس السوري على أن أي اتفاق نهائي يفترض أن يتضمّن انسحاباً إسرائيلياً حتى حدود ما قبل الثامن من كانون الأول 2024، معلناً رفضه لمقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، بدعوى أن مثل هذه الترتيبات تُبقي السيادة السورية عرضةً للتهديد والابتزاز الدائمين.
بالتوازي مع هذه التطورات، شهد الجنوب السوري مؤخراً تحرّكات روسية، وسط أنباء عن نية موسكو نشر نقاط مراقبة أو تمركزات عسكرية في المنطقة العازلة قرب خط الفصل، في إطار ترتيبات أمنية يجري بحثها على المستويين الميداني والسياسي، كما تتقاطع هذه المعطيات مع ما يُثار عن مباحثات أمنية غير معلنة بين الجانب السوري والاحتلال الإسرائيلي برعاية دولية، تتناول مستقبل الانتشار العسكري وترتيبات الضبط الحدودي في الجبهة الجنوبية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تسجَّل فيه توغلات شبه يومية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في القنيطرة وريف درعا الغربي، إلى جانب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ سورية في هضبة الجولان منذ عام 1967، وبهذا تبدو خطوة الإعلان عن تفكيك شبكة تهريب مزعومة، بالتزامن مع جولة نتنياهو داخل أراضٍ سورية والتحرك الروسي في المنطقة العازلة، جزءاً من مشهد أوسع من إعادة رسم قواعد الأمن والانتشار العسكري في محيط الجولان المحتل وسائر مناطق الجنوب السوري، في ظل تداخل المسارات الميدانية مع الاتصالات السياسية المعلنة وغير المعلنة.
- فريق التحرير






