قُتل شخصان وأُصيب آخرون اليوم الثلاثاء 28 تشرين الأوّل 2025، جرّاء استهداف حافلة نقل ركاب مدنية على طريق “دمشق–السويداء” قرب مرجانة بريف دمشق، وأكّدت صفحة محافظة السويداء الرسمية تعرّض الحافلة لهجوم نفّذته مجموعة خارجة عن القانون، مع استنفار الجهات المعنية وبدء التحقيقات وإدانة هذا “العمل الجبان” الذي يستهدف أمن المواطنين وسلامة الطرق.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، “العميد حسام الطحّان”، إن الاعتداء “الإرهابي الجبان” أسفر عن استشهاد مدنيَّين ووقوع إصابات، وإنه يأتي بعد يومين من استهدافات طالت مدنيين ودوريات أمنية في ريف المحافظة، بما يشير بحسب تعبيره إلى مخطط واحد يهدف إلى ضرب الاستقرار وترويع السكان، وأكّد أن هذه المحاولات لن تُثني القوى الأمنية عن أداء واجبها، وأن التحقيقات مستمرة لتحديد الفاعلين وردع التعديات.
كما أوضح مدير أمن مدينة السويداء، “سليمان عبد الباقي”، أنّ الاعتداء نُفِّذ بإطلاق نار من قِبل أربعة مسلحين يستقلّون دراجتين ناريتين، ما أدّى إلى مقتل كلٍّ من آية سلام وكمال عبد الباقي، فضلاً عن إصابات متعددة، وأشار إلى نقل المصابين بسرعة إلى مستشفيات المحافظة بعد فتح الطريق وتأمين عمليات الإسعاف.
رواية “الحرس الوطني” المحسوب على ميليشيا الهجري
في سياقٍ موازٍ، ربطت قوّات الحرس الوطني في السويداء، الحادثَ بـ”عملٍ منظّم”، واتّهمت عصاباتٍ إجرامية تابعة للدولة بالوقوف خلف الاستهداف، مؤكّدةً أنّ استهداف المدنيين “لن يمرّ دون ردّ” وأن “كرامة الجبل وأهله فوق كل اعتبار”، وذلك وفق بيانها، وتأتي هذه الرواية ضمن سِجال أوسع حول توصيف ما يجري في المحافظة، بينما تبقى التحقيقات الرسمية المرجع الفاصل لتحديد المسؤولية.
بحسب مصدرٍ أمني مطّلع بأحداث مشابهة تحدّث لموقع مؤسسة جولان:
يوحي نمطُ التنفيذ “استخدام دراجاتٍ نارية، وضربةٌ سريعةٌ لهدفٍ مدنيٍّ يعقبُها انسحابٌ في منطقةٍ خاضعةٍ لسيطرة الدولة” بمحاولةٍ لإحداث صدمةٍ موجّهة تُعطِّل الحركة وتُغذّي الاتهامات المتبادلة.
ويضيف المصدر أنّ تكرارَ مطالب “فتح ممرٍّ مع إسرائيل” و”حقّ تقرير المصير-الاستقلال التام” من أصواتٍ داخل المحافظة، ومنها ما طُرح في تصريحٍ إعلاميٍّ للهجري أمس على قناة سكاي نيوز، والذي تزامنَ مع انعقاد مؤتمرٍ للأقليات في تل أبيب، كل ذلك يعمّق توظيفَ الملفّ السوريّ في سياقاتٍ عابرةٍ للحدود.
ويرى المصدر أنّ هذا التزامن، مقروناً بتحرّكات “الحرس الوطني” المحسوب على ميليشيا الهجري ضدّ حواجز الدولة ومحاولات اختراق الهدنة وخارطة الطريق، يُرجّح وجودَ مسارٍ تصعيديٍّ أكثر من كونه حادثاً معزولاً.
ومع ذلك يشدّد المصدر على أنّ توصيفَ الجهات الرسمية للحادث بأنه “من مجهولين” يستدعي انتظارَ نتائج التحقيق والاحتكامَ إلى الأدلة قبل إطلاق أيّ اتهاماتٍ سياسية.
حتى ساعة نشر هذا التقرير، هوية المنفّذين غير معروفة رسمياً، بينما تتكاثر على منصّات التواصل روايات الاتهام الخالية من المستندات القضائية، إن ربط الاستهداف بسياق الدعوات السياسية المتصاعدة والمؤتمرات العابرة للحدود، وبمحاولات جرّ الطريق والمدينة إلى حافة مواجهة جديدة، يقدّم صورةً عن تصعيدٍ مُبرمج أكثر منه حادثاً معزولاً،
وعليه فإن إعلاء الدليل على الحساب السياسي يظلّ الخيار الأكثر مسؤولية: إعلان نتائج التحقيق فور توافرها، التمسك بخارطة الطريق (عمّان) بوصفها صمّام أمان مؤقتاً، وتجنيب المدنيين أي محاولات توظيف أو تصعيد يستثمرها أصحاب الرايات المشبوهة والطامعون بالانفصال وجرّ المنطقة إلى لعبة دولية أكبر.
- فريق التحرير






