تعيش منطقة “عرطوز الظهرة” منذ عقود في ظل مشكلات خدمية متراكمة تفاقمت خلال سنوات الثورة، ما انعكس بشكل مباشر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لسكانها. ويواجه الأهالي اليوم واقعاً معيشياً صعباً تزداد حدّته مع ضعف الخدمات الأساسية وغياب المتابعة الفاعلة من الجهات المعنية.
واقع أمني هش وانتشار للسرقات والمخدرات
في لقاء أجرته “مؤسسة جولان” مع رئيس بلدية عرطوز الظهرة السيد “أحمد سعيد” وأعضاء المجلس الأهلي “عمر قبلان” رئيس المجلس، و “محمد عويس” و “أميرة محمد”، وهما أيضاً من فريق “أبناء الجولان التطوعي”، عرض المجتمعون صورة دقيقة عن تدهور الأوضاع الخدمية في المنطقة. وأكد “أحمد سعيد” أن “عرطوز الظهرة تتخبّط تحت وطأة الفلتان الأمني بسبب عدم تفعيل دور المخفر”، مشيراً إلى أن ذلك “أدى إلى انتشار السرقات وترويج المخدرات وكثرة الدراجات النارية التي تثير إزعاج السكان وتهدد سلامتهم”.
ضعف في الخدمات الأساسية وانقطاع متكرر للكهرباء والمياه
وأوضح رئيس البلدية أن السرقات طالت محولات الكهرباء والأكبال، ما تسبب في تعطّل عمليات التغذية المنتظمة، إذ لا تتجاوز ساعات الوصل اليومي أربع ساعات فقط. وأضاف أن المنطقة تعتمد على بئر وحيد لتأمين المياه لما يقارب أربعين ألف نسمة، في حين تصل مياه منطقة الريمة في جبل الشيخ بمعدل يتراوح بين أربع وثماني ساعات أسبوعياً فقط، نتيجة الأعطال المتكررة وشح الموارد المائية بشكل عام.
خطر بيئي يهدد السكان
ولفت “أحمد سعيد” إلى مشكلة بيئية خطيرة تتمثل في تحويل مياه الصرف الصحي إلى منطقة الإصلاح الزراعي، حيث يستخدم بعض المزارعين تلك المياه لري مزروعاتهم. واعتبر أن ذلك “يشكل تهديداً بيئياً وصحياً صارخاً يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة من الجهات المختصة”.
طرقات متدهورة ومواصلات غير منظمة
أما عن واقع الطرقات، فأوضح أن معظمها “بحاجة ماسة إلى الصيانة والتأهيل، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء”. وأضاف أن واقع المواصلات لا يقل سوءاً، إذ “لا يلتزم أصحاب الميكروباصات بإيصال الركاب إلى نهاية الخط بسبب غياب شرطة المرور التي تفرض الانضباط وتتابع سير المركبات”.
جهود محدودة في مجال النظافة والتعليم
وفيما يتعلق بموضوع النظافة، أشار أعضاء المجلس الأهلي إلى أن “الآليات المتوفرة تؤدي عملها على أكمل وجه رغم محدوديتها”. كما ناقشوا واقع المدارس في المنطقة التي تحتاج إلى ترميم وصيانة عاجلة لتحسين بيئة التعليم.
أزمة في تأمين الخبز وغياب الأفران
تحدث السيد “محمد عويس” وهو عضو مجلس أهلي عن معاناة السكان في تأمين الخبز بعد “إغلاق فرني “الجولان وشريتح” لأسباب تموينية”، مشيراً إلى أن البلدية تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لإيجاد حلول بديلة لتأمين المادة الأساسية بشكل مستقر.
نشاط ثقافي وتوعوي قيد الإطلاق
وفي الجانب الثقافي والتوعوي، أوضحت “أميرة محمد” أن هناك “صالة قيد التجهيز ستُخصَّص لإقامة محاضرات تثقيفية وصحية واجتماعية تهدف إلى رفع الوعي وتعزيز التواصل المجتمعي”.
دعوة لإعادة الاهتمام بالمنطقة
عبّر المشاركون عن أملهم في أن تتحسن الأوضاع الخدمية والمعيشية في “عرطوز الظهرة” بعد سنوات من الإهمال، داعين الجهات الحكومية إلى إعادة توجيه الاهتمام إلى هذه المنطقة ورد الاعتبار لأهلها الذين قدّموا الكثير في سبيل الوطن.
- فداء أحمد






