أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، يوم الإثنين، أنه أجرى زيارة إلى مناطق شمال وشرق سوريا، التقى خلالها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، وذلك في إطار محادثات وُصفت بالجوهرية حول مستقبل الأوضاع في المنطقة.
وقال باراك، في منشور عبر منصة “إكس”، إنه زار شمال شرق سوريا برفقة قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر.
وأوضح المبعوث الأميركي أن الزيارة تعكس دعم الإدارة الأميركية لرؤية الرئيس دونالد ترامب، الهادفة إلى “منح سوريا فرصة جديدة” عبر تمكين السوريين من التوحد في جهدٍ مشترك لتحقيق السلام والازدهار، على حد تعبيره.
وتُعدّ هذه الزيارة الأولى من نوعها لمبعوث أميركي إلى مناطق شمال وشرق سوريا، وتأتي في مرحلة سياسية حساسة تمرّ بها البلاد، وسط تصاعد الحراك الدبلوماسي حول مستقبل التسوية السياسية وسبل تنفيذ اتفاق العاشر من آذار الموقّع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
خلفية الاتفاق وتعثر التنفيذ
وُقِّع اتفاق العاشر من آذار بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بهدف تنظيم العلاقة الإدارية والأمنية في مناطق شمال وشرق البلاد، وإعادة دمج المؤسسات الرسمية تدريجياً ضمن هيكل الدولة السورية.
غير أن تنفيذ الاتفاق واجه تعثراً متكرراً خلال الأشهر الماضية، نتيجة رفض “قسد” تطبيق البنود المتعلقة بعودة مؤسسات الدولة وانتشار الجيش السوري في عدد من المناطق، إضافةً إلى تأجيلها المتكرر للاجتماعات التنفيذية بذريعة الأوضاع الأمنية والتدخلات الخارجية.
كما ترفض “قسد” إعادة دمج قواتها العسكرية والأمنية ضمن الجيش والأمن السوريين، متمسكةً بـ الإبقاء على كتلتها العسكرية ككيان مستقل ذي خصوصية، مع السعي لفرض صيغة محاصصة في إدارة الموارد والثروات في المنطقة، وهو ما ترفضه دمشق بشكل قاطع.
هذا التعنت من جانب قسد أدى إلى تجميد خطوات كان من المفترض تنفيذها منتصف الصيف الماضي، من بينها إعادة تشغيل الدوائر الرسمية في القامشلي والحسكة، وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة الملفات الإدارية والخدمية.
ويُرجّح مراقبون أن الزيارة الأميركية الأخيرة جاءت في محاولة لإعادة تحريك الاتفاق وتخفيف التوتر القائم بين دمشق وقسد، ومنع انزلاق الوضع نحو قطيعة سياسية أو ميدانية شاملة.
- فريق التحرير
