صورة تعبيرية

لأسباب كثيرة لم يستطع الكثير من الشباب السوري من أصحاب الكفاءات الحصول على وظيفة في الدولة. وتتلخص الأسباب بالآتي: أهمها انخراط شريحة من هؤلاء بالثورة السورية فأصبحوا مطلوبين للنظام البائد، وشريحة أخرى رفضت الالتحاق بالخدمة العسكرية في صفوف جيش النظام البائد، وهو شرط للتقدّم إلى أي مسابقة يتمّ الإعلان عنها في ذلك الوقت. محمد الديري خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 2010 تجاوز ال38 من عمره ولم يحصل على وظيفة حتّى الآن. يقول متحدثاً ل”موقع جولان” الإخباري: “لقد كُتب علينا، نحن أبناء هذه الفئة من الشباب، أن نحيا سنين طويلة تحت وطأة الحرمان والظلم، لا لذنب اقترفناه سوى موقفنا الرافض لطغيان النظام البائد وجبروته. فقد حُرمنا من أبسط حقوقنا في التوظيف، وحُوصِرنا بقراراته التعسفية، ولم يُتح لنا أن نسلك الطريق الطبيعي الذي سلكه أقراننا، فقط لأننا رفضنا أن نكون أدوات في آلة استبداده”.

المتخلفون عن الخدمة الإلزامية، لا يستطيعون مغادرة قُراهم ومدنهم، كانوا مضطرين للعمل في محال التجار، يتقاضون أدنى الأجور، يتعرضون للاستغال لأنهم مكبلون بواقع فرضه النظام عليهم قسرًا. يتابع محمد محمد الديري: “ولم يتوقف الظلم عند هذا الحد، بل حتى حين حاولوا أن يجدوا متنفسًا عبر التدريس أو العمل المؤقت، اصطدمنا بجدار البيروقراطية والطلبات التعجيزية: “اذهب إلى شعبة التجنيد”، “أحضر لا حكم عليه”، “قدّم بيان وضع”… وكلها شروط ندرك مسبقًا أنها فخ لإعادتنا إلى قبضة النظام. وهكذا كنا عالقين بين نار الحاجة ونار المطاردة”.

وطالب “الديري” بإنصاف أصحاب الكفاءات الذين حُرموا من الوظائف، كما أنصفت الدولة الموظفين المفصولين والعسكريين المنشقين وقال: “نحن لا نطلب تفضيلًا ولا امتيازًا فوق غيرنا، بل نطالب بالحد الأدنى من العدالة والإنصاف. نطالب بأن يُعترف بنا كما اعترف بالمنشقين والمفصولين، وأن تُسوّى أوضاعنا على هذا الأساس. نحن الذين جازفنا بمستقبلنا، ورضينا بالعيش في ضنك الحاجة، وصبرنا على قسوة الأيام، فقط لنحفظ مبدأنا ونبقى أوفياء لضمائرنا”. 

الأستاذ “محمد ضيف الله عبد الرزاق” خريج كيمياء تطبيقية عام 2010، يعمل الآن بتدريس ساعات من خارج الملاك. يتحدث لموقع جولان الإخباري عن معناته ويقول: “حرمنا من أبسط الحقوق في التوظيف بسبب القرارات الجائرة. خمسة عشر عام كاملة عشناها مطاردين باسم متخلفين عن الخدمة الألزامية”. ويرى عبد الرزاق أن أوضاعهم يفترض أن تتغير بعد سقوط النظام البائد وأن تتم معالجة قضيتهم: “وبعد سقوط النظام وتحرر الوطن تمت تسوية أوضاع المنشقين والمفصولين من مؤسسات الدولة نجد أنفسنا مرة أخرى على هامش الاهتمام وان قضيتنا لم تطرح أصلا. وإن تجاهل قضيتنا اليوم هو ظلم مضاعف وهو استمرار لمعاناة بدأت منذ 14عاما ولم تجد إلى الآن آذان صاغية وأننا نرفع صوتنا بصدق وإيمان ونضع قضيتنا بين أيديكم عسى أن تجد آذانا واعية وقلوب منصفة والله المستعان”.

  • حمد خليل

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top