خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل خاص مؤسسة جولان

أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أن القوات الإسرائيلية، التي بسطت سيطرتها على أجزاء من جنوب سوريا منذ ديسمبر 2024، ارتكبت سلسلة من الانتهاكات الجسيمة بحق السكان المدنيين.

وذكرت المنظمة أن هذه الانتهاكات شملت التهجير القسري الذي يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي، إضافة إلى مصادرة منازل المدنيين وهدمها، وحرمان الأهالي من مصادر رزقهم، فضلاً عن نقل محتجزين سوريين بشكل غير قانوني إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تعليق أي دعم عسكري لإسرائيل قد يسهم في استمرار هذه الانتهاكات، كما طالبت بفرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين المتورطين فيها.

توغلات عسكرية في القنيطرة

شهد ريف القنيطرة الليلة الماضية سلسلة توغلات إسرائيلية شملت بلدات جباثا الخشب وأوفانيا وخان أرنبة.

في جباثا الخشب، دخلت دورية عسكرية إسرائيلية مؤلفة من عدة سيارات، وأسفر التوغل عن اعتقال شابين من البلدة.

في أوفانيا، تمركزت قوات الاحتلال على أسطح المباني عقب دخولها بالدوريات.

أما في خان أرنبة، فقد تم اعتقال شاب خلال عملية توغل، في حادثة هي الأولى من نوعها التي يدخل فيها الجيش الإسرائيلي ليلاً إلى مركز البلدة.

بالتوازي مع ذلك، رصدت طائرات استطلاع إسرائيلية سير العمليات، مع تسجيل تحليق مكثف خلال اليومين الأخيرين فوق مختلف مناطق المحافظة، ما تسبب في حالة توتر واسعة في صفوف السكان.

انتشار عسكري ممتد

تأتي هذه التوغلات في إطار وجود عسكري إسرائيلي متنامٍ على طول خط وقف إطلاق النار ضمن “المنطقة العازلة”، حيث يقيم جيش الاحتلال نقاطاً وقواعد متقدمة تمتد من مرصد جبل الشيخ شمالاً، مروراً بالحميدية والقنيطرة المهدمة، وصولاً إلى ريف درعا الغربي عند قرية معرية والمناطق المحيطة بها.

وتعكس هذه التطورات استمرار التوتر الأمني في جنوب سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وتسلط الضوء على التحديات الكبيرة أمام المدنيين في المناطق الواقعة تحت النفوذ الإسرائيلي، ويبرز تقرير هيومن رايتس ووتش مدى الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب، في حين تشير التحركات العسكرية الميدانية إلى أن إسرائيل تسعى لتعزيز وجودها طويل الأمد في المنطقة.

كل هذا يجري وسط اجتماعات بين الجانب السوري والإسرائيلي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق أمني، لكن الطرفين لم يصلوا حتى الآن إلى أي نقطة التقاء بسبب المطالب الإسرائيلية الكبيرة وحرصها على ابقاء سطوتها العسكرية على الجنوب السوري، ولا يغفل المراقبون عن الدعم المستمر الذي تقدمه إسرائيل لفصائل الدروز المنتشرة في محافظة السويداء، والتي تنادي بالاستقلال والانفصال، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

  • فريق التحرير

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top