أعلن محافظ السويداء “الدكتور مصطفى بكور”، اليوم الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 2025، عن دخول قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 84 شاحنة مقدمة من الأمم المتحدة، إضافة إلى شاحنات تجارية، عبر طريق أوتوستراد دمشق – السويداء، تحمل القافلة مواد إغاثية أساسية تهدف إلى دعم الأهالي وتخفيف الأعباء المعيشية عن سكان المحافظة، في ظل الظروف الاقتصادية والإنسانية الراهنة، وما تشهده المحافظة من تحديات اجتماعية ومعيشية كبيرة.
قوافل سابقة منذ يوليو
هذه القافلة ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت المحافظة دخول عدة قوافل مساعدات منذ شهر يوليو 2025.
في 29 يوليو، دخلت قافلة مؤلفة من 22 شاحنة عبر معبر بصرى الشام، محملة بـ27 ألف لتر من المحروقات، وألفي سلة غذائية وصحية، بالإضافة إلى 10 آلاف عبوة مياه شرب و40 طناً من الطحين ومواد طبية أخرى.
في 8 أغسطس، انطلقت قافلة جديدة مؤلفة من 30 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والإغاثية، متجهة إلى السويداء بإشراف الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة.
وفي 16 أغسطس، دخلت قافلة أخرى مؤلفة من 11 شاحنة عبر معبر بصرى الشام، محملة بالمواد الإغاثية والغذائية، بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري.
جهود الدولة السورية في تسهيل المساعدات
تأتي هذه القوافل في وقت تشهد فيه المحافظة تحديات كبيرة، حيث نزح أكثر من 187 ألف شخص منذ منتصف يوليو، وفقاً لتقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وتسعى هذه المساعدات إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، بما في ذلك الغذاء والمياه والوقود والمواد الطبية.
ولعبت الدولة السورية دوراً محورياً في تسهيل دخول هذه المساعدات، عبر فتح طريق دمشق – السويداء وتأمين مرور القوافل بشكل آمن، بالتنسيق مع الجهات الأممية والهلال الأحمر، ما يعكس الجهود الحكومية المستمرة لضمان وصول الدعم إلى المستحقين في أسرع وقت ممكن.
تحديات توزيع المساعدات وسيطرة فصائل الهجري
وفي مساحة حوار جرت على قناة الإخبارية السورية، أشار ضيف الحلقة “ميلاد أبو عمار ناشط محلي” إلى وجود تحديات إضافية أمام توزيع المساعدات داخل المحافظة، وذكر أن فصائل السويداء المحلية بقيادة الهجري “زعيم الفصائل المحلية المسلحة” تقوم بالاحتكار الجزئي للتوزيع لصالح المقربين منهم، واستخدام جزء من الوقود المخصص للمدنيين في الآليات العسكرية التابعة لهذه المليشيات.
وأوضح “أبو عمار” أن هذه الممارسات تزيد من حاجة السكان المحليين وتحد من فاعلية الدعم الإنساني، وسط القبضة الأمنية التي تفرضها هذه الفصائل على المحافظة، كما أشار إلى أن الهجري ومجموعاته العسكرية تدفع بعض أهالي السويداء للمطالبة بالاستقلال وتقرير المصير، إضافة إلى محاولات فتح طريق بري بين المحافظة وإسرائيل، فيما يعيش شيوخ العقل مثل “الحناوي”و”الجربوع” تحت الإقامة الجبرية، وسط تهديد مستمر لأي تعبير علني عن الرأي.
آفاق الدعم واستقرار السويداء
يظل وصول هذه القوافل خطوة مهمة لدعم الأهالي في السويداء، لكنها لا تغني عن الحاجة إلى برامج مستدامة لتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية، وضمان توزيع عادل وشفاف للمساعدات، ويبرز هذا الواقع الحاجة إلى استمرار التعاون بين الدولة السورية، المنظمات الإنسانية، والمجتمع المحلي، لضمان تحقيق أكبر تأثير ممكن للقوافل الإنسانية وتخفيف معاناة السكان في المحافظة.
يمثل هذا الدعم الإنساني جزءاً من الجهود المبذولة لخلق بيئة مستقرة وآمنة في السويداء، لكن الحلول الطويلة الأمد تتطلب خططاً متكاملة تشمل تحسين الأمن الغذائي والصحي، وإعادة بناء شبكات الخدمات الأساسية، مع مراقبة توزيع المساعدات لمنع أي احتكار أو إساءة استخدام، وضمان وصول الدعم إلى جميع المستحقين دون استثناء.
- فريق التحرير