بعد إعداد استمر ثلاثة أشهر، انطلقت في محافظة درعا حملة “أبشري حوران” بجهود شعبية ومحلية. وهي حملة ذات طابع خدمي تطوعي تنموي تقوم على جمع التبرعات لإعادة إعمار وترميم المدارس، والمراكز الصحية، وتحسين شبكة المياه وحفر الآبار، وإنارة وصيانة الطرق، ودعم بعض مشاريع الإدارة المحلية وصندوق النظافة.
وبعد عملية التجهيز والتحضير تم اختيار مدينة “بصرى الشام” لتكون مركزاً لانطلاق الحملة على ربوع حوران، وهو اختيار موفق لما تتمتع به المدينة من بُعد حضاري وتاريخي وثقافي. فمن بين حجارة قلعة “بصرى الشام” العتيقة، وعلى مدرجها الشهير ستنطلق هذه الحملة لتمتد وتصل إلى كل مدينة وبلدة، وإلى كل بيت وأهل، لتبقى حوران كما عهدناها: يداً بيد، وقلباً على قلب.
تنظيمياً تم تحديد أماكن إضافية لانطلاق الفعالية الوطنية والعرس الجماهيري مساء اليوم السبت 30 آب/أغسطس 2025.
المركز الرئيسي: مدينة بصرى الشام.
مراكز إضافية: درعا (ساحة البانوراما) – نوى – إزرع.
مع خيام مركزية وفرعية تحت رعاية المجالس المحلية، لتجمعنا جميعاً في ساحة واحدة وإن اختلفت الأماكن. بالإضافة إلى متابعة وتغطية من معظم الإعلاميين في سوريا داخلياً وخارجياً.
“أبشري حوران” فزعة جاءت في وقت حساس، لتحمل رسائل البناء والتنمية والازدهار وإعادة الإعمار. فزعة للوقوف بجانب الدولة والذود عن حدود الوطن، ورسالة للعدو أن الجنوب على قلب رجل واحد في السلم والحرب. ففي الوقت الذي تحاول فيه بعض الأطراف والمليشيات الخارجة عن القانون زعزعة استقرار الجنوب، تقوم محافظة درعا بما يجب أن تقوم به من واجب لإسناد الدولة وتصويب البوصلة بالاتجاه الصحيح. كما عوّدتنا حوران طول أيام الثورة أن يكون صوت الفزعة حاضراً لاستنهاض الهمم.
اللافت في الأمر أن هذه الرسالة أصبحت رسالة كل مواطن سوري، رسالة تفاعل معها معظم السوريين من الشمال إلى الجنوب، ومن شرق البلاد إلى غربها، سواء بالتبرع أو بالدعم الإعلامي، وتحوّلت إلى رسالة وطنية وانتماء وطني. “أبشري حوران” تجاوزت الحدود الطبيعية لسوريا فحصدت تفاعلاً من إخواننا العرب الحريصين على سلامة سوريا، وحدة أراضيها ومستقبلها المشرق.
ولأول مرة، ستُضاء شاشات العرض المرتبطة مباشرة بقلعة بصرى، لتوحّد المشهد وتنسج لحظة من أجمل لحظات العمر، لحظة سيعيشها أهل حوران خاصة وسوريا عامة، في وقت واحد ليتابعوا مشهداً من مشاهد بناء الدولة الجديدة.
“أبشري حوران”.. ليست حملة فحسب، بل رسالة صاغها أبناء سوريا كبارهم وصغارهم، مقيمين ومغتربين، خلف حكومتهم وقيادتهم في وعد متجدد بأننا معاً: أقوى بالتكافل، وأجمل بالحب، وأبقى بالتمسك بالجذور والهوية.