شهر كامل على اختطاف حمزة العمارين

مرّ شهر كامل على اختطاف حمزة العمارين، المتطوع الإنساني الذي كان يسعى لإنقاذ وفد أممي عالق في السويداء، ولا يزال مصيره مجهولاً، في المقابل أعلنت قوى الأمن الداخلي الإفراج عن خمسة مخطوفين من منطقة جرمانا كانوا محتجزين في محافظة درعا وهم: عابد أبو فخر، فداء عزام، سمير بركات، يامن الصحناوي، ورضوان الصحناوي، إلا أن السؤال الأكبر يبقى معلقاً: أين حمزة؟

إنسانية مغيّبة

حمزة لم يكن مسلحاً ولا صاحب نفوذ، بل شاب كرس حياته للعمل الإنساني، في يوم اختطافه كان متوجهاً إلى السويداء لإخلاء وفد أممي عالق داخل أحد الفنادق بعد تنسيق مباشر مع الدفاع المدني، إلا أن الاتصال انقطع قبل وصوله، لتظل قصته منذ ذلك اليوم غامضة ومقلقة.

المصادر المحلية تشير إلى أن الحادثة جرت داخل محافظة السويداء على يد مجموعات مسلحة مرتبطة ببيئة محلية معقدة، تضم فصائل مقربة من شخصيات دينية مثل حكمت الهجري والمجلس العسكري، إلى جانب فلول النظام وشبكات المخدرات المسيطرة على المشهد الأمني في المحافظة.

تحركات ومطالب

وزارة الطوارئ والكوارث أكدت أنها تبذل جهودها للتواصل مع المنظمات الأممية لإطلاق سراح العمارين، فيما خرجت وقفات احتجاجية في دمشق وحلب ودرعا تطالب المجتمع الدولي بالتدخل والضغط على الجهات الخاطفة.

هذه التحركات تمثل أكثر من تضامن إنساني فهي صرخة ضد واقع الخطف المتكرر وكأنه جزء من الحياة اليومية في المنطقة.

ما وراء الحدث

الفرق بين القضيتين يبرز تناقض الواقع الأمني في جنوب سوريا:

في ريف درعا الشرقي، انتهى الأمر بالإفراج عن المخطوفين.

أما في السويداء، فإن إنكار المجموعات المحلية لأي مسؤولية عن اختطاف حمزة يزيد الغموض ويكشف التشابك بين الفصائل المسلحة وبقايا النظام وشبكات المخدرات.

تحليل الحادثة يكشف أبعاداً أوسع:

أي رسالة يريد الخاطفون إيصالها حين يستهدفون من يعمل لخدمة المدنيين؟

كيف يمكن للمجتمع الثقة ببيئة يختطف فيها من يسعف المدنيين؟

وما دلالة إنكار الجماعات المسلحة أي صلة بالحادثة سوى وجود شبكة أكبر تخفي الحقائق؟

رمزية غياب حمزة

غياب حمزة يحوّله إلى رمز لكل مدني مهدد في السويداء، فإنسانيته المخطوفة تذكّر بأن المحافظة لن تعرف الاستقرار ما دامت البنادق تسبق الضمير، المطالبة بإطلاق سراحه اليوم ليست مطلباً عائلياً أو إنسانياً فحسب، بل صرخة لإنهاء دوامة الخطف التي حولت المحافظة إلى ساحة مفتوحة للخوف والفوضى.

  • محمد قنو

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top