عقد محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور اجتماعاً موسعاً مع ممثلي عدد من المنظمات الدولية العاملة في مجالات الإغاثة وإعادة الإعمار، جرى خلاله بحث آلية دعم البنى التحتية المتضررة، وترميم المنازل، وتوفير الخدمات الأساسية التي تمثل شرطاً أساسياً لاستقرار العائلات العائدة.
وخلال الاجتماع، شدد المحافظ على أن الأولوية في المرحلة الراهنة تتمثل في إعادة تشغيل المرافق الخدمية مثل المياه والكهرباء والمدارس والمراكز الصحية، بما يتيح عودة تدريجية وآمنة للأهالي إلى مناطقهم، داعياً إلى تعزيز التنسيق بين المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية لتسريع وتيرة العمل.
جولات ميدانية على القرى المتضررة
عقب الاجتماع، قام المحافظ وممثلو المنظمات بجولات ميدانية شملت عدة قرى وبلدات متضررة. ففي قرية القصر بريف السويداء الشرقي، اطلع الوفد على حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والمرافق العامة، وتم الاتفاق على إجراء دراسة أولية لتقدير الكلفة اللازمة لإعادة تأهيل القرية بشكل متكامل.
أما في قرية عليّا، فقد ركزت الجولة على معاينة مدرسة القرية وبئر المياه، حيث تقرر إدراجها ضمن الأولويات لتأمين التعليم ومياه الشرب كخدمات أساسية، بما يتيح عودة السكان إلى منازلهم. وفي قرية أبو حارات، ناقش الوفد آلية إعادة تفعيل الخدمات الأساسية وتأمين الاحتياجات العاجلة للأهالي.
كما شملت الجولة بلدة سميع غرب المحافظة، حيث تم تقييم الأضرار في محطة الكهرباء المغذية للريف الغربي، والعمل على وضع خطة سريعة لإعادتها للخدمة. وأكد ممثلو المنظمات أن الدعم الفني واللوجستي سيُعزز لتسريع إصلاح هذه المحطة الحيوية.
المياه.. أولوية عاجلة
وفي محطة الثعلة المائية، شدد المحافظ على ضرورة إعادة تشغيل الآبار في أسرع وقت، باعتبارها شرياناً أساسياً لتوفير مياه الشرب وتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين. وجرى الاتفاق على دعم عمليات الصيانة العاجلة، وتأمين المعدات المطلوبة لضمان استمرارية الضخ.
لقاءات مع الأهالي
لم تقتصر الجولات على المرافق فقط، إذ التقى المحافظ وأعضاء الوفد الدولي عدداً من الأهالي في تجمع الفديين بالريف الشرقي لبلدية الأصفر، واستمعوا إلى مطالب السكان التي تركزت على المياه والتعليم والصحة باعتبارها متطلبات أساسية لعودة بقية الأهالي إلى المنطقة. كما زار المحافظ عدداً من العائلات في منطقة المزرعة، واطلع بشكل مباشر على احتياجاتهم الخدمية والمعيشية.
دعم لوجستي لتعزيز الاسجابة الطارئة
وبالتوازي مع الجهود الميدانية، دخلت إلى السويداء عبر ممر بصرى الشام قافلة إمداد محملة بثلاثة صهاريج مازوت وصهريجي غاز، تبعتها قافلة ثانية ضمت صهريجي غاز وثلاثة صهاريج بنزين، حيث جرى تسليمها إلى مديرية المحروقات بالتنسيق مع وزارة الطاقة. وتأتي هذه الخطوة في إطار العمل على تخفيف أزمة الوقود التي تعاني منها المحافظة وتأمين احتياجات المؤسسات الحيوية والأهالي.
خطة شاملة لإعادة الاستقرار
وأكد محافظ السويداء في ختام نشاطاته أن هذه التحركات تشكل بداية لخطة شاملة لإعادة الإعمار على مراحل، تبدأ بتأمين الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والتعليم والصحة، ثم الانتقال إلى إعادة ترميم المنازل والبنى التحتية بما يضمن عودة الأهالي إلى قراهم في أقرب وقت ممكن. كما نوه إلى الدور الهام للمنظمات الدولية في دعم هذه العملية، مشدداً على أن نجاحها يتطلب شراكة فاعلة وتنسيقاً مستمراً.
- فريق التحرير