بيت جن في ريف دمشق الغربي

تشهد بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي أوضاعاً خدمية متردية، محذرين من استمرار معاناتهم في غياب الدعم الرسمي، حيث تتراوح الأزمات بين انعدام الكهرباء والمياه، وتوقف الاتصالات، وانهيار قطاع التعليم، وشلل قطاع النقل، ما جعل الحياة اليومية في هذه القرى شبه مستحيلة.

وقال “محمود قبلان”، رئيس المجلس البلدي السابق في بيت جن، في تصريح “لمؤسسة جولان”: “يعاني سكان البلدة منذ سنوات من انعدام الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء التي هي صفر فعلياً، فالشبكات متهالكة وتحتاج إلى استبدال كامل. كما أن شبكات المياه تعرّضت للتدمير خلال الحرب ولم يتم إصلاحها حتى اليوم، فيما لا يزال كثير من الأهالي عاجزين عن العودة إلى منازلهم المدمرة أو ترميمها بسبب ضعف الإمكانيات.”

وأضاف “قبلان”: “حتى القطاع التعليمي يُدار بجهود فردية، إذ يقوم أبناء البلدة ممن يحملون شهادات جامعية بالتدريس في المدارس بشكل “تطوعي” من دون أي رواتب، وذلك فقط كعمل إنساني لسد النقص الكبير في الكوادر التعليمية.”

من جانبه، قال “أحمد بكر”، وهو متقاعد من قطاع الاتصالات في بيت جن، في تصريح لمؤسسة جولان: “بلدة بيت جن تعيش عزلة تكنولوجية منذ أكثر من سبع سنوات بسبب توقف خدمات الهاتف والإنترنت بشكل كامل، على عكس المزارع المجاورة التي ما زالت مرتبطة بالشبكة. وحتى المحطة الموجودة داخل البلدة ضعيفة التغطية ولا تفي بالحاجة.”

وتابع “عبد العظيم”: “أزمة النقل تزيد من معاناة الأهالي، فقد كان لدينا قبل الأحداث نحو 40 سرفيس على خط بيت جن، وكانت الخدمة جيدة، أما اليوم فقد اختفى الخط تقريباً، ولم يتبق سوى عدد قليل من المركبات الخاصة التي تفرض أجوراً مرتفعة، ما يجبر السكان على قضاء ثلاثة أرباع وقتهم على الطرقات.”

وفي السياق ذاته، صرّح السيد “عبد الصفدي”، المشرف على المدرسة الإعدادية في بيت جن، “لمؤسسة جولان” قائلاً: “الوضع التعليمي في البلدة مأساوي، إذ لدينا ثلاث مدارس، بينها مدرسة إعدادية لا يوجد فيها سوى مدرّسة لغة عربية ومدرّسة اجتماعيات فقط، بينما تغيب كلياً بقية التخصصات مثل الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، العلوم واللغة الإنكليزية، إضافة إلى غياب الإداريين والمدير.”

 تعكس هذه الشهادات الصورة القاتمة للواقع الخدمي والتعليمي في بيت شاب وبيت جن، مشددة على أن التدخل العاجل من الجهات المعنية أصبح ضرورة قصوى لإعادة الخدمات الأساسية وتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة للأهالي.

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top