محمد شباط مدير المحتوى العربي في نادي أتلتيكو مدريد

محمد شباط، ابن بلدة نمر في محافظة درعا جنوب سوريا، عاش طفولته وسط شغف بكرة القدم وحلم أن يصبح صحفياً رياضياً. لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود؛ مع بداية الثورة السورية، انخرط في الحراك السلمي، واعتُقل مرتين من قبل أجهزة الأمن، قبل أن يبدأ عمله كصحفي ميداني في ” مؤسسة جولان الإعلامية” يغطي الأحداث والمعارك في الجنوب السوري.

نهاية 2018، وجد نفسه مجبراً على مغادرة سوريا بعد اتفاقات التهجير، فانتقل إلى تركيا وعمل في “تلفزيون سوريا” في إسطنبول. بعد عام، جاءت فرصة للهجرة إلى أوروبا، فاختار إسبانيا بدلاً من فرنسا، بحثاً عن الأمان ولتحقيق حلمه القديم في المجال الرياضي.

رحلة البحث عن إثبات الذات

الوصول لإسبانيا تزامن مع أزمة كورونا، ليواجه محمد إغلاقاً قاسياً وصعوبات في اللغة والاندماج. لكنه لم استسلم؛ انفتح على الوسط الإعلامي الإسباني، تعاون مع صحفيين ومنظمات، وأسّس مع زملائه مجلة “بيننا” باللغتين العربية والإسبانية، لنقل قضايا اللاجئين والوضع السوري للجمهور الإسباني.

الحلم الرياضي ظل حيّاً، فبدأ بمراسلة الاتحاد الإسباني وعدة أندية في مدريد، وعلى رأسها أتلتيكو مدريد، مقدماً أفكاراً مبتكرة للتواصل مع الجمهور العربي. وبعد أشهر من المحاولات والاجتماعات، جاء الرد الإيجابي، ودُعي ليصبح أول عربي يعمل موظفاً رسمياً في مكاتب أتلتيكو مدريد.

نجاح في المكان الجديد

اليوم، محمد هو مدير المحتوى العربي للنادي، وعضو في فريق إدارة المحتوى الدولي. خلال عامين ونصف، ساهم في إنشاء صفحة النادي بالعربية على إنستغرام والتي وصل عدد متابعيها مايقارب ال ٢ مليون، وتيك توك إلى أكثر من 6 ملايين، مع حضور قوي على باقي المنصات. كما كان له دور في تعزيز العلاقات مع الجمهور العربي، وتنظيم فعاليات وزيارات في السعودية، كمان اصبح للنادي رعايات من شركات عربية كبيرة مثل “طيران الرياض”.

رحلة محمد شباط من درعا إلى مدريد، من ميادين الحرب إلى ملاعب كرة القدم، هي قصة شغف وإصرار… قصة بتثبت أن الحلم ممكن، حتى لو كانت البداية من الصفر

  • محمد جابر

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top