شهدت محافظة القنيطرة، المتاخمة لخط فصل القوات في الجولان السوري المحتل، صباح اليوم، سلسلة تحركات عسكرية غير مسبوقة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، شملت توغلات متعددة المحاور، نصب حواجز داخل القرى، تمركز دبابات، وانتشار قوات راجلة، تزامناً مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع في سماء المنطقة.
الريف الجنوبي
دخلت خمس آليات عسكرية إسرائيلية بلدة الرفيد، قادمة من جهة الحيران عبر بوابة العشة، قبل أن تتجه إلى بوابة الجلع، في خطوة بدت كجولة استطلاعية عميقة.
بعدها بساعات، اندفعت عشر سيارات دفع رباعي محمّلة بالجنود من قاعدة تل أحمر نحو الطريق الرابط بين بلدتي بريقة وكودنة، حيث أقامت حاجزاً عسكرياً في نقطة استراتيجية تتحكم بحركة العبور بين القريتين.
الريف الأوسط
بالتوازي، تحرك رتل من عشر سيارات نحو قرية رويحينة، ثم إلى رسم الحلبي، حيث نصب حاجزاً على مدخل زبيدة في ريف القنيطرة الأوسط.
وفي تطور لافت، تحركت دورية إسرائيلية من قاعدة العدنانية نحو رويحينة، مزوّدة بعربات عسكرية ودبابتين تمركزتا على مشارف القرية، ما يشير إلى نية واضحة بفرض وجود طويل الأمد في هذه المنطقة.
إلى الشرق، أغلقت دورية إسرائيلية مكوّنة من أربع سيارات دفع رباعي الطريق المؤدي إلى الصمدانية الشرقية، مانعة حركة المرور من الاتجاهين.
وفي الريف الجنوبي، دخلت دورية من سيارتين إلى قرية صيدا الحانوت، بينما شهدت أوفانيا في الشمال انتشار قوة راجلة ترافقها آليات عسكرية، في مشهد يعكس تنسيقاً ميدانياً واسع النطاق.
تحركات متسلسلة نحو العمق
لاحقاً، انطلق رتل عسكري من قاعدة أحمر في بلدة كودنة باتجاه تل أحمر شرقي، ثم إلى الأصبح في القطاع الجنوبي، قبل أن يواصل تقدمه نحو عين زيوان. هذه المسارات تشير إلى خطة تحرك مدروسة تغطي نقاط تماس واسعة في وقت قياسي.
التحركات الإسرائيلية تأتي بعد فترة من الهدوء النسبي على جبهة القنيطرة، لكنها تتزامن مع مؤشرات إقليمية على تصاعد التوتر في محيط الجولان، وسط تقارير عن نشاط متزايد لمجموعات مسلحة مرتبطة بإيران وحزب الله في جنوب سوريا.
كما أن استخدام مزيج من القوات الراجلة والمدرعات ونقاط التفتيش يوحي بوجود أهداف تتجاوز مجرد الاستطلاع، ربما لفرض وقائع جديدة على الأرض أو لاختبار ردود الفعل المحلية والدولية.
مخاطر التصعيد
مع هذا الانتشار المتعدد المحاور، تخشى الأوساط المحلية من أن تتحول هذه التحركات إلى بداية لمرحلة جديدة من التصعيد، قد تشمل عمليات عسكرية أوسع أو إعادة رسم حدود مناطق السيطرة داخل الأراضي السورية المتاخمة للجولان المحتل.
- فريق التحرير