في ذاكرة أبناء الجولان المحتل، تظل أسماء شامخة تسكن الوجدان وتحفر حضورها في تاريخ الكفاح الوطني، ويأتي في طليعة هؤلاء الرجال المحامي “فهد سرحان النعيمي” (أبو محمد)، أحد أبرز الشخصيات الوطنية والاجتماعية المنحدرة من الجولان السوري المحتل.
وُلد فهد السرحان النعيمي في 2 شباط/فبراير عام 1962، حيث نشأ في بيئة مشبعة بالقيم الوطنية والكرامة، وسط عائلة نزحت من الجولان إثر الاحتلال الإسرائيلي، واستقرت في مخيم درعا.
ورث المحامي فهد السرحان النعيمي عن والده، أبو فهد السرحان النعيمي، مكانته الاجتماعية والشخصية القيادية، فقد كان والده مختاراً للمخيم لسنوات طويلة، وواحداً من أبرز الوجوه العشائرية في جنوب سوريا، له حضوره وتأثيره الواسع بين الناس.
لم يكن “فهد السرحان النعيمي” مجرد رجل قانون، بل كان صاحب مبدأ، إذ التحق منذ اللحظات الأولى بركب الثورة السورية، واصطف إلى جانب الشعب ضد النظام القمعي، ودفع ثمن مواقفه الشجاعة غالياً، حيث خسر ممتلكاته وقدم شهداء من أسرته في سبيل الحرية والدفاع عن كرامة السوريين.
برز دوره خلال الثورة حين ساهم مع ثلة من زملائه المحامين في تأسيس نقابة محاميي القنيطرة الأحرار، ليكون صوت القانون حاضراً في وجه الظلم، كما كان له دور مركزي في قيادة مركز التحكيم القضائي والعشائري الذي شكّل بديلاً عن مؤسسات الدولة المنهارة آنذاك، حيث تولى تسوية النزاعات وتحقيق العدالة في أصعب الظروف.
ظل “فهد السرحان” حتى وفاته في أيلول/سبتمبر 2020، مثالاً في الالتزام الثوري والأخلاقي، وقامة جولانية مشرفة، عُرف بوفائه لمبادئه وحرصه على حماية مكتسبات الثورة، ما جعله رمزاً يخلده أبناء الجولان وكل من عرفه عن قرب.
- فريق التحرير