نفت وزارة الداخلية السورية اليوم، وجود أي حصار مفروض على محافظة السويداء، مؤكدة أن ما يُروَّج عبر بعض المنصات الإعلامية والمجموعات المحلية لا يعدو كونه حملة تضليل ممنهجة، تهدف إلى خلق ذرائع للفوضى وفتح معابر غير شرعية لتهريب السلاح والكبتاغون.
وقال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا في تصريح رسمي، إن الحكومة أدخلت قوافل مساعدات إنسانية إلى السويداء، بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري ومنظمات دولية، ما ينفي عملياً وجود أي شكل من أشكال الحصار.
وقال البابا إن الهدف من تضخيم رواية “الحصار” هو شرعنة فتح معابر غير نظامية تُستخدم لتهريب السلاح والكبتاغون، وهي أنشطة تشكّل مصدر تمويل أساسي لتلك الجماعات، وتمنحها الغطاء اللازم للاستمرار في تقويض الاستقرار وبنية الدولة.
وختم بالقول إن عودة مؤسسات الدولة إلى السويداء تُعتبر تهديداً مباشراً لمصالح المليشيات المسلحة، ما يدفعها إلى تصعيد الحملات الإعلامية وافتعال أزمات إنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وميدانية غير مشروعة.
حملات رقمية مشبوهة
وتزامنت الحملة الرقمية تحت عنوان “حصار السويداء” مع أحداث ميدانية داخلية بحسب مصادر، أبرزها اشتباك مسلح وقع داخل محطة بلان للمحروقات، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينما تجاهلت الصفحات المحلية المرتبطة بالمليشيات المسلحة هذه الحادثة، مفضلة التهويل عن “اجتياح إسرائيلي وشيك” للجنوب السوري.
وبحسب متابعات ميدانية تسيطر الفصائل المسلحة في السويداء على شحنات الوقود المخصصة للمدنيين، وتقوم بتعبئة آلياتها العسكرية بها، فيما تُحرم الأفران والمشافي من مخصصاتها، وتُتهم تلك الفصائل وعلى رأسها “المجلس العسكري” بقيادة طارق الشوفي، بمصادرة جزء من مساعدات إنسانية واردة من الهلال الأحمر وتوزيعها على مقاتليها والمقربين منهم.
كما أشارت مصادر محلية إلى أن حاجز “بكا”، التابع للمجلس العسكري، رفض في وقت سابق إدخال شحنات مساعدات بتوجيه مباشر من الشوفي، في خطوة فُسّرت بأنها جزء من سياسة افتعال أزمة إنسانية لاستخدامها كورقة ضغط على الحكومة، وذريعة لاستدعاء تدخلات خارجية.
الدعوة إلى تدخل دولي
وكان حكمت الهجري قد دعا منذ بداية الأزمة إلى تدخل دولي، بما في ذلك من إسرائيل، وفتح ممر إلى مناطق سيطرة “قسد”، في وقت رفض فيه استقبال أي مساعدات قادمة من الحكومة السورية، وفقاً لمصادر محلية رُصدت مؤخراً طائرات مروحية تهبط داخل أراضي السويداء، يُرجّح أنها تحمل دعمًا للمجموعات المسلحة تحت غطاء إنساني.
- فريق التحرير