ظهر السيد “أحمد الدالاتي” قائد الأمن العام في محافظة السويداء، في مقطع مصور، يتحدث فيه عن الأحداث في محافظة السويداء بترتيبها الزمني، وتفاصيلها، ومحادثاته مع “حكمت الهجري” شيخ العقل المعروف و متزعم مجموعة قتالية في المدينة.
وأكّد العميد “أحمد الدالاتي”،أن التدخل الأمني الأخير جاء بعد تسارع وتيرة الاشتباكات في محافظة السويداء، ما كان من شأنه أن يؤدي إلى سيناريو مشابه لما حدث في مناطق الساحل سابقاً. وأضاف: “فور انسحاب مؤسسات الدولة، بدأت بعض العشائر بالتحرك، واندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية، بلغ عدد القتلى فيها أكثر من خمسين، فضلاً عن أكثر من 120 جريحاً خلال 24 ساعة فقط، وقد بدأت العشائر تتداعى لمؤازرة البدو داخل المحافظة، وهو ما كان ينذر بانفجار شامل”.
وأشار “الدالاتي” إلى أنّ غياب الدولة عن المشهد يُفقدها هيبتها ويقوّض فرصة إعادة بنائها، وقال: “قلت حينها، إذا تُركت الأمور دون تدخل، فمعنى ذلك أن كل مواطن سيُجبر على حلّ مشكلته بيده، وهذا يُنسف مفهوم الدولة من أساسه”.
وتابع بالقول إنّ القيادة سعت إلى الحل بالحوار أولاً، فتواصلت مع المشايخ والوجهاء والفصائل، ومن بينهم الشيخ “الهجري”، وكان هناك اتفاق على السماح بدخول القوات لضبط الوضع، لكن خلال دقائق صدر بياناً مصوّرٌاً مناقضاً لما تم الاتفاق عليه، تلاه تعرض القوات القادمة لكمين مسلح أدى إلى استشهاد نحو 17 عنصراً من وزارة الدفاع، وأُسر عدد آخر.
وأوضح العميد “الدالاتي” أنّه رغم ذلك، تمكنت القوات من السيطرة على المدينة خلال أقل من ثلاث ساعات، وأُصدر أمر مباشر بإخلاء الجيش منها، وهو ما تمّ فورًا، مضيفًا: “باشرنا بنشر قوات من الأمن الداخلي والشرطة العسكرية، لكن ما إن بدأنا الانتشار، حتى بدأت حملة قصف عنيف من طيران الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى.
وأشار إلى أنّ هذا الفراغ الأمني استغلته العصابات وتجار المخدرات وخلايا تنظيم داعش، مستغلين غياب سلطة الدولة وتناحر الفصائل، وقال: “حتى أن هناك مطلوبين على لوائح دولية كانوا موجودين داخل السويداء، ويحظون بالحماية، وللأسف كانت المحافظة مأوى لكل الخارجين عن القانون بسبب غياب الدولة”.
وأكد أن القيادة السياسية قررت التدخل انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية وحفاظاً على دماء السوريين ومكانة الدولة، موضحاً أن التدخل الإسرائيلي زاد من تعقيد المشهد، كما دخلت أطراف دولية وإقليمية على خط الوساطة، ما أفضى في النهاية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الانتشار الأمني.
وختم العميد “الدالاتي” بالقول: “لقد حذرنا الجميع من أن انسحاب مؤسسات الجيش سيقود إلى سيناريو أسوأ، وهو ما حصل، لكننا تمكّنا من احتواء الأزمة ووقف شلال الدم، وهذا تحقق بفضل تضحيات شهدائنا من أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية الذين كانوا في مقدمة من ضحوا لحماية سوريا”.
- متابعات