تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا توترات ميدانية متصاعدة، حيث دخل رتل كبير تابع لقوات “الاندوف” (قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك) إلى بلدة الرفيد في محافظة القنيطرة، في إطار مهامها المعتادة لمراقبة خط وقف إطلاق النار.
وفي تطور متزامن، سجل استنفار على طول خط وقف إطلاق النار بعد دخول رتل عسكري إسرائيلي يوم أمس إلى قرية قسعم الواقعة في جبل الشيخ، تخلله استقدام جنود وآليات عسكرية إسرائيلية باتجاه نقاط قريبة من الحدود.
وفي الأجواء، عبر طيران استطلاع إسرائيلي أجواء محافظة القنيطرة متجهاً نحو السويداء، وأنباء عن استهداف مجموعات وسط المدنية.
وفي سياق آخر، تتواصل الاشتباكات بين فصائل من العشائر ومليشيا “المجلس العسكري” والتي توصف بأنها خارجة عن القانون ومدعومة إسرائيلياً، ذلك عند المدخل الغربي لمحافظة السويداء وأظهرت مقاطع فيديو مصورة لعناصر من العشائر اندلاع حرائق في عدد من المنازل نتيجة الاشتباكات المستمرة.
من جهتها، نفت وزارة الداخلية تدخل أي من وحداتها في فض النزاع الدائر، مشددة على ضرورة توخي الدقة والمهنية في نقل الأخبار المتداولة، وأكدت في بيان رسمي أن قواتها لم تشارك في العمليات الجارية، داعية وسائل الإعلام إلى اعتماد المصادر الرسمية في تغطية الأحداث.
محلياً، تداولت صفحات إخبارية من السويداء شكاوى متزايدة من تردي الأوضاع المعيشية في المحافظة، مع تسجيل انقطاع في التيار الكهربائي وتدهور ملحوظ في الخدمات العامة، ما زاد من معاناة السكان في ظل التوترات الأمنية.
وفي الجانب الإنساني، أعلن محافظ درعا عن تشكيل لجنة طوارئ للوقوف على احتياجات المهجرين من السويداء والذين تجاوزا ١٠٠٠ عائلة، ونُشرت شهادات مصورة لبعض المهجرين المدنيين من تم إجلاؤهم من مناطق التوتر عبر أطراف محافظة درعا إلى مراكز صحية في بلدة “بصر الحرير”، حيث تلقوا العلاج والرعاية الطبية اللازمة، وناشد بعض المصابين والنازحين “حكمت الهجري”، بوقف إراقة الدماء وإنهاء المواجهات حفاظاً على أرواح المدنيين
- مها محي الدين