نشر وزير الإعلام عبر صفحته الرسمية على فيسبوك تقريراً عن زيارته الأخيرة إلى ألمانيا، والتي جاءت في سياق المشاركة في منتدى الإعلام الدولي الذي تنظمه مؤسسة DW، ضمن جهود تطوير الإعلام السوري والانفتاح على تجارب المؤسسات الإعلامية العالمية.
وأوضح الوزير أن الزيارة تضمنت سلسلة لقاءات رسمية شملت وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الألمانية السيدة “سراب غولر”، وعدداً من المسؤولين في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية، إضافة إلى اجتماعات نوعية مع منظمات دولية تُعنى بحرية الصحافة، أبرزها منظمة “صحفيون بلا حدود” ولجنة حماية الصحفيين (CPJ)، كما التقى بممثلين عن مؤسسات إعلامية ألمانية مهمة، مثل أكاديمية DW، والمجلس الأعلى للصحافة، والمكتب الإعلامي الاتحادي، حيث جرى تبادل الرؤى حول فرص التعاون في مجالات التدريب، وبناء القدرات، وتعزيز مهنية العمل الإعلامي.
وأشار الوزير في منشوره إلى أن النقاشات تركزت على ثلاثة محاور أساسية: أولها ملف حرية الصحافة في سوريا، حيث لا تزال البلاد تحتل مرتبة متأخرة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024، وهو ما اعتبره أولوية وطنية، مؤكداً أن تحسين هذا الترتيب يتطلب عملاً مؤسساتياً جاداً يمتد على مدار عام على الأقل، لما له من انعكاس مباشر ليس فقط على صورة الدولة، بل أيضاً على البيئة الاستثمارية.
المحور الثاني تطرق إلى أهمية كسر الصور النمطية التي لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية الغربية تحتفظ بها تجاه سوريا، رغم التغيرات السياسية والانفتاح الحاصل. وبيّن أن التحدي اليوم هو تقديم سردية وطنية متوازنة وواقعية، والمشاركة الفعالة في المنصات الدولية لصياغة خطاب إعلامي حديث يعكس الواقع السوري كما هو، لا كما يُروى من الخارج.
أما المحور الثالث، فقد تناول ملامح النموذج الإعلامي الذي تعمل عليه سوريا الجديدة، والذي يستند إلى الانفتاح، والحوار، والجرأة في مقاربة القضايا الحساسة، حتى في ظل تعقيد المشهد الإقليمي والدولي وتعدد استخدامات الإعلام.
واختتم الوزير حديثه بالإشارة إلى اللقاءات المؤثرة التي جمعته بأبناء الجالية السورية في ألمانيا، والتي وصفها بالغنية، حيث استمع إلى آرائهم وتطلعاتهم، مؤمناً بدورهم الحيوي في دعم مشروع سوريا الإعلامي والانفتاح على العالم. وأكد أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة على طريق بناء شراكات استراتيجية تُرسّخ الإعلام كجسر للتفاهم لا كأداة للقطيعة، وتجسّد روح سوريا الجديدة في خطابها وتوجهاتها.
- فريق التحرير
