السيد الرئيس أحمد الشرع مع مظلوم عبدي

جولة رابعة عٌقدت الأربعاء الماضي من المفاوضات بين الحكومة السورية و”قسد” برعاية أمريكية وفرنسية. ترأس وفد الحكومة السورية وزير الخارجية السورية، “أسعد الشيباني”، وضم الوفد الحكومي أيضاً وزيري الداخلية، “أنس الخطاب” والدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات السورية “حسين السلامة”. بينما ترأس وفد قسد “مظلوم عبدي” ، بمشاركة الرئيسين المشتركين لوفد اللجان الخاصة بالتفاوض، “فوزة يوسف” و”عبد حامد المهباش”، إلى جانب رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية “إلهام أحمد”.

كما شارك في الجولة ممثلان رفيعان عن الدولتين الراعيتين للمفاوضات، وهما المبعوث الأميركي إلى سوريا “توماس باراك” والقائم بأعمال السفارة الفرنسية في دمشق، “جان باتيست فيفر”.

محللون رأوا أن هذه الزيارة قد تكون الفرصة الأخيرة لحل العديد من الملفات الشائكة التي تأجَّل تنفيذها بين الجانبين، مشيرة إلى أن “قسد” تتعرض لضغوطات إقليمية ودولية لا سيما من الجانب الأميركي للتخلي عن شروطها بشأن اللامركزية والمحافظة على استقلال كيانها العسكري.

“الشرق” نقلت عن مسؤول حكومي “أن الاجتماع الأخير ناقش قضايا سياسية تتعلق بضرورة العمل على تطبيق بنود اتفاق 10 مارس، مع التركيز على تسليم المخيمات والسجون التي تأوي عناصر وعائلات تنظيم “داعش”، وكذلك تسليم نقاط السيطرة على الحدود الشمالية مع تركيا والشرقية مع العراق للجيش السوري، والتأكيد على أن محاربة “داعش” ستكون مهمة حصرية تقوم بها الدولة السورية فقط”.

أمّا وفد قسد فقد نقلت مصادر عن “صالح مسلم” عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يقود “الإدارة الذاتية”، وصف الجولة الرابعة من المفاوضات بأنها كانت “الأكثر إيجابية وجدية مقارنة بالاجتماعات السابقة”، وذلك بحسب قوله “بالنظر إلى أنها ضمت مراكز القرار في الإدارة الذاتية وقسد والحكومة السورية الانتقالية، بحضور الوسطاء في الطرفين الأميركي والفرنسي على طاولة واحدة”.
وفي حديث لـ”الشرق”، اتهم القيادي الكردي، الحكومة السورية بـ”التهرب والمماطلة” في تنفيذ مطالبات الإدارة الذاتية بعقد اجتماعات على مستوى اللجان في الفترة الماضية.

المبعوث الأميركي الخاص لسوريا “توماس باراك” علّق على ذلك قائلاً: “إن الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، “ليس محدداً بما يكفي لجعل الاندماج العسكري ينجح”.
وأضاف في تصريح خاص لوكالة “الأناضول” بختام مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة بمدينة نيويورك أن “عملية الاندماج العسكري بين حكومة دمشق وقسد ستستغرق وقتا بسبب غياب الثقة المتبادلة”، مشيرا إلى أن قسد ستواجه مشكلات مع الحكومتين السورية والتركية إن لم تندمج بسرعة في الجيش السوري.

وكان اتفاق 10مارس/آذار الماضي، والذي وقّعه رئيس الجمهورية “أحمد الشرع” و”مظلوم عبدي” في دمشق قد نصّ على وقف شامل لإطلاق النار ودمج مؤسسات “قسد” المدنية والعسكرية ضمن الدولة السورية، بما فيها المعابر والمطارات وحقول النفط. وأكد الاتفاق ضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة السياسية دون تمييز، والاعتراف بالمجتمع الكردي كمكوّن أصيل في البلاد.

كما تعهّد الطرفان بتأمين عودة المهجّرين، ومحاربة فلول نظام بشار الأسد، ورفض أي محاولات للتقسيم أو بث الفتنة، على أن يُنفذ الاتفاق بالكامل قبل نهاية العام الحالي.

  • حمد خليل

شارك المنشور

مقالات ذات صلة

Scroll to Top