في جنوب سوريا، تعيش محافظة القنيطرة واقعاً مركباً من التحديات اليومية، يتصدرها التصعيد المستمر على الشريط الحدودي مع جيش الاحتلال، الذي لا تتوقف عملياته عن التوغل والاعتقال، والتي طالت حتى الأطفال في بعض الحالات، ما يعكس مستوى التوتر الأمني الذي يرزح تحته السكان.
إلى جانب المخاطر الأمنية، تواجه القنيطرة أزمة معيشية خانقة، فالأسعار في ارتفاع متواصل، وبلغت تكاليف المواد الأساسية، بما فيها الخبز، مستويات تفوق قدرة المواطن العادي، ربطة الخبز باتت عبئاً يومياً على كثير من الأسر، وسط غياب أي حلول حكومية فعالة.
الواقع الاقتصادي المتدهور يتجلى في كل تفاصيل الحياة، المحاصيل الزراعية، التي شكلت مصدر رزق أساسي لأهالي المحافظة، لم تعد كافية لتلبية الحاجة، نتيجة ضعف الهطولات المطرية ما أدى لتراجع القدرة الشرائية لدى السكان، ما زاد من حدة الاعتماد على الأسواق التجارية بأسعارها المرتفعة.
ولا يقتصر الأمر على الغذاء فقط، بل يمتد إلى الخدمات الأساسية، ما يزيد من معاناة السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين ظروف معيشية قاسية وبيئة أمنية مضطربة.
أما الشباب، فمن بقي منهم داخل المحافظة يعاني بدوره من بطالة متفشية، في ظل سوق عمل محدود لا يستوعب الأعداد المتزايدة، ما يدفع بالكثيرين إلى التفكير في الهجرة أو الانزلاق نحو خيارات أكثر خطورة.
القنيطرة اليوم لا تقف فقط على خط النار الحدودي، بل تقف أيضاً في مواجهة مستمرة مع أزمات معيشية وخدمية تهدد استقرار سكانها وتستنزف قدرتهم على الصمود.
